في الجزء الثاني من زيارتنا لمحافظة رابغ نقترب من الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها أهالي رابغ ونستمع من شرائح مختلفة من المجتمع الحضري والقروي البسيط في تعامله عن تطلعات المستقبل التي ينتظرها الأهالي بعد قيام مدينة الملك عبدالله على بعد خطوات منهم خاصة وأن مقومات المحافظة من حيث توفر الشواطئ البكر والمعالم الأثرية التي يمكن ان تجعل السياح يتهافتون على زيارتها : مقومات رابغ الاقتصادية قال محمد بركة إسماعيل بن مبيريك محافظ رابغ السابق واحد أعيان المنطقة إن جميع المقومات الاقتصادية متوفرة في محافظة رابغ وكان أهل القرى المجاورة عندما يجف الماء والزرع يأتون إلى رابغ.. وأوضح أن محافظة رابغ حصلت على نصيبها من عمليات التنمية الشاملة التي عاشتها المملكة وتتوفرفبها بنية تحتية في مختلف الخدمات وبها شبكة مياه منذ السبعينات وكذلك الكهرباء والاتصالات واستفاد الأهالي من خدمات صندوق التنمية العقارية واستطاعت المنشآت الصناعية العملاقة مثل مصفاة أرامكو ومحطة رابغ البخارية ومصنع شركة الاسمنت العربية استيعاب الأيدي العاملة من الشباب المؤهل من سكان المحافظة بشكل كبير جداً، وأشار إلى أن رابغ حظيت باهتمام ولاة الأمر حفظهم الله في كل ما من شانه رعاية المواطن ورفاهيته. وقال بن مبيريك انه طلب من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إنشاء جامعة في هذه المدينة ومستشفى تعليمي تابع لها خاصة وأن جامعة الملك عبد العزيز قد تسلمت ارضاً في محافظة رابغ منذ 13 عاماً لإقامة كلية لعلوم البحار عليها ولم يستفاد منها حتى الآن بالرغم من وجود جامعة وكليات تقنية في المحافظة يخفف من هجرة الطلاب لاكمال تعليمهم في مدن أخرى. ووصف مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمثابة الحلم الذي يتجاوز حدود الاستيعاب في الوقت الراهن من قبل أهالي رابغ خاصة وأن استثمارات المدينة تتجاوز المائة مليار ريال وبها ميناء سوف يستقبل 500 ألف حاج سنوياً بالإضافة إلى ما يتوفر للمدينة العملاقة من بحر نظيف وشواطئ خالية من التلوث، وقال أن قيام المدينة لن يوقف البذل والعطاء من ولاة الأمر على مشاريع تطوير محافظة رابغ والقرى التابعة لها بل أن هذه المشاريع سوف يستفاد منها بشكل اكبر عن قيام المدينة الاقتصادية العملاقة، وأشار إلى أن ملامح تأثير قيام مدينة الملك عبد الله الاقتصادية قد بدأت بشائرها بارتفاع قيمة الأراضي بنسبة 100٪ وأوضح أنه من الطبيعي أن يكون القطاع العقاري في مقدمة القطاعات التي سوف تتأثر إيجابياً من المشروع وسيأتي الدور في وقت قريب جداً لانتعاش قطاعات أخرى مثل قطاع الخدمات والإعاشة وغيرها من القطاعات المساندة. نقلة نوعية لرابغ في غضون ذلك عبر عدد من أهالي رابغ عن فرحتهم بقيام مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وقال صالح عبد الله المولد إن هذا المشروع العملاق سوف ينقل المنطقة إلى مرحلة جديدة غير متوقعة من جهته قال غازي الزهراني إن المشروع الجديد سوف يستوعب آلاف الشباب السعودي الجاهز للعمل سواء من محافظة رابغ وقراها أو من بقية مناطق المملكة ،وأشار إلى أن قيام مثل هذه المشروعات الضخمة يوفر المؤشرات القوية على تأثر المناطق المحيطة بها بشكل إيجابي حتى وإن كان ذلك بنسبة بسيطة إلا انه يشكل حركة تنموية لم تكن في الحسبان، واعتبر الشاب محمد الغانمي وجود مدينة اقتصادية عملاقة بجوار محافظة رابغ نقلة نوعية لسكان المنطقة ستجعل التعليم والتدريب أحد الأهداف التي يسعى الشباب للالتفات إليها بشكل كبير رغبة في الانخراط في احد الشركات الكبرى التي ستضمها هذه المدينة الاقتصادية العملاقة، ورأى فهد الحربي أن هناك ضرورة قصوى لقيام بلدية رابغ بالتخلص من البيروقراطية التي تعمل بها بالنسبة لإيصال التيار الكهربائي للسكان وتسهيل حصول المستثمرين على التصاريح الخاصة بالمشاريع الصناعية وطالب الشركات التي تعمل في المنطقة إلى المستويات المتدنية لرواتب الشباب السعوديين وتوقع قيام هؤلاء الشباب بترك أعمالهم لتدنى رواتبهم ويتجهون للعمل في هذه المدينةالجديدة. منطقة سياحية أثرية وقال عليان بن علي شميلان أن قرى الساحل الغربي على امتداد طريق المدينة تتمتع بوجود معالم أثرية وشواطئ بكر وهي بالتأكيد نواة ممتازة لقيام أنجح المشاريع السياحية وقال أحمد بن عاتق المستادي الذي رافقنا في زيارة ميناء الرايس أن هذا الميناء يقال انه أقيم قبل الميلاد وكان يسمى كي كومي وهو موقع أثرى جذاب لمن يزور المنطقة.