تبددت آمال الجالية الإسلامية في حي روكسبيري بوسطن الأمريكية في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في مسجد ومركز إسلامي بسبب الصراع القانوني الذي نشب بين أصحاب المشروع والمعارضين له. وكان أفراد الجالية التي يرجع تاريخ وجودها في المدينة لأكثر من خمسة وسبعين عاماً يمنون أنفسهم بالاحتفال بعيد الفطر الماضي في المسجد والمركز الثقافي الجديد بدلاً عن المسجد القديم المزدحم الذين اضطروا أمام ضيقه إلى الصلاة في ساحة موقف السيارات والأرصفة القريبة. وبعد أن قامت مدينة بوسطن ببيع الجالية الإسلامية في بوسطن قطعة أرض لبناء المسجد الجديد الذي رصد له مبلغ 24 مليون دولار ظهرت مقالات في صحيفة (بوسطن هيرالد) في عام 2003 تتحدث عن العلاقة بين قادة الجالية الإسلامية في المدينة والمتطرفين الإسلاميين. وتولت الجالية في وقتها الرد على تلك المقالات وفندت ما جاء فيها من ادعاءات. ولكن برغم كل ذلك تواصلت الحملة ضد المسجد والمركز وواصلت جماعتان محليتان: مشروع دواد - وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل - ومنظمة مواطنون من أجل السلام والتسامح نشر صورة لأسامة بن لادن إلى جانب صورة المسجد في محاولة منهما لربط المسجد بالإرهاب وتشويه سمعة المسلمين. وإزاء تلك الحملة الظالمة رفعت الجالية دعوى تشهير ضد وسائل الإعلام والمنظمات المحلية وقالت إن هذه الحملات الهدف منها عرقلة جهود الجالية الرامية إلى تحسين صورة الإسلام والمسلمين بعد هجمات الحاد عشر من سبتمبر. وكانت الجالية الإسلامية في بوسطن قد تعهدت بإنشاء وصيانة حديقة في حي روكسبيري وجمع التبرعات لكلية بوسطن لخدمة المجتمع ومكتبتها والتبرع بإعطاء سلسلة من المحاضرات عن الإسلام لعشر سنوات. وجاءت دعوى التشهير التي تقدم بها مجلس الجالية الإسلامية في بوسطن بأن وسائل الإعلام والمنظمات المحلية وعدة أفراد قد جمعوا جهودهم في محاولة منهم حرمان الجالية الإسلامية من حقوقها الأساسية في الاجتماع وممارسة طقوسهم الدينية بحرية. وبسبب الحملة الجائرة انخفضت التبرعات للمسجد ويقوم العاملون الآن بوضع سواتر على نوافذ المبنى غير المكتمل لحمايته ضد تقلبات الشتاء بينما يستعد مجلس الجالية لخوض معاركه القانونية ضد الهجمات المتواطئة لوقف المشروع. ٭ (كريستيان ساينس مونتور)