واصل وزير الخارجية البريطانية جاك سترو محادثاته في بيروت لليوم الثاني، وهو استهلها باجتماع مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ، أعقبه مؤتمر صحافي مشترك دعا فيه سترو الى تطبيق القرارين 1559 و1595 كما زار البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي مشيراً من هناك الى انه لن يزور بعبدا بسبب علمه بالحساسيات المرتبطة بهذا الموقع وتفضيله عدم توريط نفسه. وزار أيضاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، بعد زيارة الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولمبنى جريدة «النهار» للقاء أسرة النائب الشهيد جبران تويني. وكان الوزير البريطاني قد التقى صباحاً وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، حيث تمت مناقشة العديد من المواضيع بدءاً من العلاقات الثنائية بين البلدين. وعقد الوزيران بعد الاجتماع مؤتمراً صحافياً أكد فيه صلوخ أنه عرض لما تقوم به الحكومة اللبنانية في سياق تدعيم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والخطط التي تقبل عليها الحكومة في اطار من التفاهم بين جميع اللبنانيين. وقال إنه أكد له أنه مهما بلغت حيوية المجتمع اللبناني التي تظهر أحياناً بخطوات متعددة مشيراً إلى أن اللبنانيين يجمعهم الكثير ويختلفون على القليل. وأضاف أن أبرز ما يجمع عليه اللبنانيون هو الحقيقة وكشف المجرمين والمخططين والمنفذين والمتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك يجمع اللبنانيون على الاصلاح والاستقرار. وقال إنه أكد أيضاً على دور لبنان ورسالته في العالم، كما ناقش قضايا الخروقات الإسرائيلية والتعديات على لبنان، وانه طلب من بريطانيا اتخاذ موقف حازم يرغم إسرائيل على وقف اعتداءاتها على لبنان، كما ناقش مسألة المعتقلين في السجون الإسرائيلية وخرائط الألغام المزروعة من قبل إسرائيل، مشدداً على الحوار بين اللبنانيين الذي هو الكفيل بمقاربة كافة الأمور. ومن جهته قال الوزير سترو ان المحادثات كانت ودية وبناءة، وشددت على ضرورة تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، لاسيما بالقرارين 1559 و1595 وكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، والاغتيالات التي حصلت في لبنان أيضاً. ثم قام الوزير سترو بزيارة البطريرك الماروني في بكركي يرافقه السفير البريطاني جيمس واط، ووصف سترو المحادثات «بالجيدة»، منوهاً بموقف الموارنة وما يقومون به لتحقيق الوحدة الوطنية وتأمين مستقبل جيد للبنان. وحول استثناء رئاسة الجمهورية من اللقاءات قال سترو: أنا على علم ببعض الحساسيات المحيطة برئيس الجمهورية اليوم، ولذلك رأيت أنه من الأفضل عدم تورطي في هذه المواضيع، ولكن من المهم جداً كوني وزير خارجية بريطانيا زائرا أن أجتمع مع القيادات الروحية لأعرب عن تقديري لدورها في بناء المجتمع، فكانت زيارتي لهذا الصرح وبكركي الذي له تأثير كبير على المجتمع الماروني هنا وفي العالم. إلى ذلك حث سترو دمشق الى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري واحترام سيادة لبنان. ودعا من جهة اخرى الى تسوية سلمية لمسألة سلاح حزب الله الذي يطالب القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي بنزع سلاحه، مستشهدا خصوصا بالحل الذي حصل بين الحكومة البريطانية والجيش الجمهوري الايرلندي. وقد تخلى الجيش الجمهوي الايرلندي في تموز/ يوليو رسميا عن العنف وفكك ترسانته في ايلول/ سبتمبر.