لن ينكر منصف ما تقوم به المؤسسة العامة للخطوط السعودية من خدمات جليلة لبلادنا، سواء في مجال النقل الجوي أو في مجال تعليم وتأهيل وتدريب الكوادر السعودية. ولعلها واحدة من المؤسسات الرائدة في مجال إعطاء الأولوية لشبابنا في الانضمام لقطاعاتها المختلفة الفنية والادارية. أقول هذا الكلام لكي أحق الحق ولكي أنسب الفضل لأهله، ولكي أيضاً أطرح استغراباً شديداً حول الخدمات الطبية للخطوط السعودية، التي تخدم حوالي ستة آلاف موظف وأفراد عائلاتهم. فهذه الخدمات أغلقت الباب أمام توطين الوظائف فيها ولم تفتحه الا للأجانب، على الرغم من أن تجربة العشر سنوات الماضية، أفرزت لدينا طواقم طبية وفنية وتمريضية جيدة. ولن أضيف جديداً اذا قلت، بأن مئات وربما ألوفاً من هؤلاء المتخصصين قابعون في بيوتهم بلا عمل. واذا لم تتجه مؤسسة وطنية عملاقة، هي مفخرة من مفاخر الوطن لهم، فمن سيتوجه اذاً؟!! إن كل النداءات التي نكررها يومياً للمطالبة بتوطين الوظائف تعكس مدى حرصنا على أن تتوج المؤسسات الوطنية كياناتها بأبناء وبنات وطنها، وألاّ تشوه إنجازاتها المذهلة بإغلاق الباب أمام الشباب والشابات الطموحين والطموحات للإسهام في كل منجز، خاصة وأنهم جديرون وأكفاء ولا ينقصهم شيء من مؤهلات الأجانب الذين تجد معظمهم قد استفاد بما فيه الكفاية من مؤسساتنا، وحان الوقت لنقول لهم: مع السلامة.