اتصالات كثيرة وردتني بعد نشر تحقيقي عن غضب المعلمات المغتربات من قرار تثبيت معلمات بند محو الأمية في أماكنهن . الاتصالات تراوحت في صداها بين فئات أربع : فئة المعلمات المغتربات المتعينات خارج مدن إقامتهن وفيها كنّ سعيدات من طرح هذا التحقيق لأنه أسمع أصواتهن المعترضة النابعة من معاناة طويلة مع الغربة وشجونها ومصاعبها التي لا تنتهي .. والتي راح ضحيتها معلمات سُفكت دماؤهن على الطرقات بحوادث تقشعر لها الأبدان . والفئة الثانية كانت فئة معلمات بند محو الأمية أنفسهن حيث اعترضن على طرح هذا الموضوع واعتبرنه «تشويشاً» على قرار تثبيتهن الذي تعبن كثيراً في المطالبة به، وتمنين أن لا تلغي الوزارة هذا القرار تأثراً بغضب الأخريات ! وثالث الفئات كانت فئة معلمات البند اللواتي لم يشملهن قرار التثبيت حيث أنهت الوزارة تعاقداتهن قبل إصدار قرار التثبيت بقليل، واعتبرت هذه الفئة أن هذا إجحاف بحقهن، وطالبن أن تعيد الوزارة النظر بشأنهن وتعيد ضمهن وإعادتهن إلى الخدمة وتثبيتهن أسوة بزميلاتهن . أما الفئة الرابعة فهي فئة الموظفات الرسميات المعينات على المرتبة الرابعة والخامسة واللواتي لهن سنوات خدمة تتراوح ما بين خمسة إلى خمس عشرة سنة، حيث ذكرن أن مؤهلاتهن جامعية، وتقديراتهن ممتازة، ولديهن دورات تدريبية مختلفة، ولم يحسن وضعهن الوظيفي حتى الآن، وبالمقابل - وأنقل كلامهن هنا حرفياً - (فإن الموظفات اللاتي تم تعيينهن قبل أشهر على بند الأجور سيحسن وضعهن على المرتبة السادسة - وبدون أية مفاضلة- ونحن أحق بتحسين الوضع، أو على الأقل الدخول في مفاضلة معهن .. فأين خدمتنا وخبرتنا ومؤهلاتنا الجامعية؟.. لماذا يغفل كل هذا ؟ .. بما أن الحكومة رعاها الله قد قامت بتحسين أوضاع الكثيرات فنحن نأمل معاملتنا أسوة بغيرنا لإنصافنا). هذا مختصر أصداء ومطالب وتخوفات معلمات وموظفات الوزارة .. علماً أن الجميع لسن ضد قرار التثبيت، بل على العكس، هن فرحن لفرح زميلاتهن المثبتات، ولكنهن فقط يطالبن بالعدل، بحيث تثبت كل واحدة في المكان الذي تستحقه وفقاً للأقدمية .. وتحسّن أوضاعهن بعد طول عناء .. إذ كيف تثبت معلمات البند في أماكنهن داخل المدن، وتحسن أوضاعهن، ويأخذن أماكن غيرهن بكل ارتياح، بينما هناك معلمات خدمن خارج مدنهن سنوات، بعيداً عن عائلاتهن وأزواجهن وأطفالهن، على أمل الانتقال إلى أماكن سكنهن في أقرب فرصة ؟! نحن هنا لا نملك سوى أن نطرح هذه الآراء والمعاناة ثانية بين يدي المسؤولين في وزارة التربية والتعليم آملين أن تجد لديهم صدى متجاوباً يثلج صدور بنات هذا الوطن .. والله ولي التوفيق .