هناك الكثير من الصناعات التي يمكن أن تقوم بها المرأة دون أن تغادر منزلها والتي يمكن أن تدر عليها دخلا أكبر من دخل وكيلة وزارة، ولعل أبسط هذه الصناعات صناعة تخصصت فيها المرأة منذ أن وجدت وهي الطبخ، وهناك على سبيل المثال جارة لي تخصصت في صنع أنواع الكعك والحلويات ولايكاد يمر يوم دون أن يختلف على شقتها العديد من الزبائن الذين يكلفونها بصنع كعك وحلويات لهم، ودخلها من هذا العمل يجعلها تسكن في شقة إيجارها أربعون ألف ريال في الشهر، وتعول ابنين وابنتين يدرسون في الجامعة، ولديها ثلاث عاملات وسيارتان إحداهما تنقل الطلبات إلى المنازل، وقد انتشرت هذه المطابخ المنزلية التي تديرها سيدات في جدة في الآونة الأخيرة، وأصبحت تنتمي إلى صناعة تعرف بال catering أي تجهيز الولائم للحفلات، وتتقاضى على الفرد الواحد خمسين ريالا، وقد تخصص بعضها في أنواع معينة من الأطعمة كالأطعمة الجاوية والهندية والحلويات البلدية كالطحينية والهريسة واللدو، وبجانب الأطعمة هناك مصانع منزلية تديرها أيضا سيدات يقمن بأعمال التفصيل والخياطة والتطريز وهي ناجحة خاصة وأن نساءنا يرتدين الملابس الطويلة التي لايجدنها في محلات الملابس الجاهزة، كما أنني أعرف سيدة تخصصت في تنسيق باقات الزهور لحفلات الزواج، وكل هذه أعمال تدر دخلا طيبا على المرأة وتبقيها في بيتها، ولكن مع الأسف بدأ بعض التجار الجشعين من الرجال يستقدمون طباخين وخياطين من الهند وباكستان وبنغلاديش ويتسترون عليهم وينافسون المرأة في هذا المجال وخاصة في الخياطة وهي ثاني صناعة في البلد بعد تجارة الأغذية ويقال إن دخلها في جدة في رمضان الماضي بلغ 400 مليون ريال، ولهذا فأنا والكثير من غيري نطالب الجهات المعنية بحماية المرأة من المنافسة غير الشريفة وغير المشروعة من المتسترين والمتاجرين بالتأشيرات، وإذا كنا نفضل للمرأة أن تبقى في بيتها فيجب أن نوفر لها العيش الكريم.