رغم أن الأرقام الرسمية وصلت إلى 161ألف ضحية - بعد زلزال سومطرة الأخير - ولكن يعتقد أن عدد الضحايا تجاوز ال 400ألف ممن جرفهم المد أو ماتوا في عرض البحر.. ومقابل هذا العدد الهائل من الخسائر البشرية نجت معظم الحيوانات بفضل هربها قبل ساعات قليلة من وصول موجات التسونامي.. ففي تايلند مثلاً لاحظ الناس أن الفيلة انطلقت عدواً إلى داخل الأراضي البرية قبل وصول الأمواج بفترة بسيطة. وفي سيريلانكا دخلت أمواج التسونامي إلى أكبر محمية طبيعية تضم عدداً هائلاً من الفيلة والغزلان والفهود والقرود. ورغم غرق عدد كبير من الناس - ضمن هذه المحمية - لم يتم العثور على أي حيوانات ميتة.. وفي سومطرة تقول ديبي مارتر - وهي خبيرة عالمية تعمل في برنامج الحفاظ على النمور - انها لم تستغرب عدم وجود حيوانات نافقة بسبب تمتعها بحساسية عالية تتيح لها سماع الأمواج القادمة عن بعد وشعورها بتغيرات المجال المغناطيسي التي تسبق الكارثة!! @ وفي الحقيقة هناك فرضيات كثيرة تحاول تفسير كيفية تنبؤ الحيوانات بالكوارث الجيولوجية. وأقوى هذه الفرضيات تقول إن الحيوانات لديها احساس مرهف بالتغيرات المغناطيسية للأرض - وبدقة تفوق البشر بأضعاف أضعاف..- وبما أن مغناطيسية الأرض تضطرب قبل وقوع الزلازل بوقت قليل تشعر بها الحيوانات وتتصرف حيالها بعصبية وجنون. وبملاحظة هذه التصرفات المشتركة يمكن النظر إلى سلوك الحيوانات ك "ترمومتر" للتحذير من وقوع الكوارث الطبيعية!! وأذكر - قبل عامين تقريباً - أن رئيس مركز الزلازل في كاليفورنيا قال على شاشة ال CNN (كل من يخشى الزلازل عليه أن يقتني فأراً في منزله!!!).. وقد اختار الفئران بالذات لأنها - على حد قوله - أكثر حساسية للتقلبات الجيومغناطيسية التي تسبق الزلازل والبراكين. وما أدهش الناس فعلاً هو صدور هذه النصيحة (وبهذه البساطة) من أكبر مركز لأبحاث الزلازل في العالم. وهو تصريح يشير ضمنا إلى فشل المركز في التنبؤ بالزلازل رغم عشرات السنين من المحاولات وصرف ملايين الدولارات على مختلف الأجهزة المتقدمة. @ وفي المقابل يبدو القرويون في الصين أكثر ذكاء وتواضعاً، فمن بين أعظم عشرة زلازل في التاريخ حدثت خمسة منها في الصين - وبناء عليه من الطبيعي أن يكتشفوا قبل غيرهم هذه الحقيقة.. فقد كانوا يتناوبون على مراقبة حيوانات معينة وإخبار "العمدة" بأي تصرف غريب ينتابها. فالحيوانات - كما قلنا - لديها موهبة الإحساس بالتغيرات المغناطيسية التي تضطرب قبل وقت قليل من وقوع الكوارث والزلازل. وحين يرتفع معدلها عن الوضع الطبيعي تهيج الحيوانات في زرائبها، وتهاجر الطيور بأبنائها، وتدور الأسماك حول نفسها، وتهرب القطط من بيوت أصحابها!!. ولو عدنا إلى التاريخ لوجدنا تصرفات حيوانية مشابهة لما رأيناه قبل زلزال سومطرة الأخير.. وأقدم شهادة بهذا الخصوص تتحدث عن هرب جماعي للفئران من مدينة هيليس الاغريقية القديمة قبل وقوع زلزالها الشهير - الذي ساواها بالأرض. ثم هناك الاختفاء المفاجئ لطيور النورس من شواطئ مدينة كونسبسيون التشيلية قبل دقائق من وقوع زلزال عام 1953.أما الزلزال الضخم الذي دمر مدينة سان فرانسيسكو عام 1906وقتل 50ألف شخص فسبقه خمس ساعات متواصلة من نباح الكلاب وخوار الأبقار وخروج الصراصير!! زلزال سومطرة الأخير مناسبة جديدة تثبت ضعف الإنسان وقلة مواهبه مقارنة بحيوانات كثيرة.. ولولا نعمة العقل لصنف بالتأكيد في أدنى درجات الضعف وقلة الحيلة!!.