هناك أطفال يظهر عليهم بعض العلامات العدائية من تصرفاتهم سواء كانت بدنية كاستخدام اليدين بالضرب أو الأرجل بالرفس والأسنان بالعض، أو كانت لفظية كاستخدام العبارات النابية كالشتم والسب والتهديد والوعيد والسخرية، وهناك أيضاً العداء الرمزي أو الإشاري وهي أن يستخدم الطفل إشارات عدائية لتهديد الآخرين أو السخرية بهم أو إخراج لسانه احتقاراً لهم.. وهناك نوعية من العدائية تعرف بالعدائية السلبية كرفض التحدث مع الآخرين أو رفض القيام بمهمة معينة أو الإضراب عن الطعام وقد يصل السلوك العدواني إلى درجة التطرف، فيكون الطفل معادياً لنفسه، فيحاول إيذاء نفسه بنفسه كتمزيق ملابسه وتحطيم لعبه أو شد شعره.. إذن فالسلوك العدواني سلوك خطير إذا ما أهمل ولم تؤخذ خطوة جدية للحد منه.. وأكثر ما يظهر هذا السلوك العدواني بين الذكور أكثر منه بين الإناث وتزيد العدوانية بين الأطفال في فترات العطلة والإجازات وعطلة نهاية الأسبوع والسبب في ذلك أن الأطفال يكونون أكثر تفاعلاً مع بعضهم البعض مما يزيد التنافس والشجار وقد يزيد العداء بين الأطفال أكثر إذا لم يكن الطفل مشتركاً بجهة معينة تساعده على قضاء وقته في شيء جيد وممتع. - وكثيراً ما يستفسر مني بعض الآباء والأمهات عن أسباب تلك القسوة والعدائية عند أطفالهم؟! والحقيقة أن الدراسات النفسية ترجع المسببات إلى بعض العوامل التي منها العامل البيولوجي والذي يتعلق بزيادة الإفرازات الهرمونية التي تجهز الطفل للمواجهة بقوة، كما أن العامل الوراثي يؤثر، فقد يورث الأب العدائي بعض السلوكيات العدائية لابنه ويظهر أثر هذا العامل أكثر كلما زادت أو كانت أكثر ظهوراً والعوامل الغرائزية والتي تشتمل على غريزة الدفاع عن الممتلكات، والغيرة.. وهناك أيضاً العوامل النفسية وأبرزها الإحباط، والإكتئاب، ونتائج القسوة... وتلعب أيضاً العوامل الاجتماعية دوراً كبيراً حيث يتعلم الطفل العدائية من محيطه المدرسي ومحيط الجيران والأقران... ويؤثر الوضع البيئي بالنسبة للأسرة على زيادة عداوة الطفل كالخلافات الأسرية والطلاق، والقسوة من قبل الآباء. أما بالنسبة للمحيط المدرسي فالفشل والرسوب، أو التفرقة من قبل المعلم بين الأطفال له دور في زيادة عدائية الطفل.. ويبقى الحديث عن أهم العوامل وهو العامل النفسي كحاجة الطفل للحرية، والعدل، والرغبة في الانتقام ممن لا ينصفه، ولفت الانتباه، والرغبة في تحقيق الذات خاصة إذا ووجهت بالدونية وعدم الاحترام.. ?? ويبقى لنا أن نحد من هذا السلوك بالتحدث مع الطفل بدفء وحميمية حول هذه المشكلة السلوكية حتى يستطيع الطفل التعرف عليها ومن ثم التحكم بها، وهنا إذا عرف ذلك عنده يمكن التحكم بها عن طريق أسلوب الثواب والعقاب للتعزيز والاطفاء.. كما أن حسن التعامل مع الطفل في جو أسري فيه تسامح وتعاون يساعد الطفل. كما أنه يفترض على الآباء ضبط أنفسهم عن الغضب والعصبية التي يقترفونها أمام أطفالهم، وتشجيع الطفل على الصداقات وعدم التدخل في خصامهم ما أمكن.. وأخيراً لا ننسى أن نترك للطفل مساحة من اللعب ليفرغ الطفل طاقاته وشحناته النفسية السلبية.