العدوانية سلوك بشري ينتج من بعض التفاعلات النفسية والاجتماعية، فتعمد إيذاء الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر هو تنفيس عن تلك المشاعر المحتقنة لدى البعض. وتختلف أنواع العدوانية من شخص لآخر فهناك من يمارسون العدوانية اللفظية وهؤلاء يتسمون بسرعة الغضب وعدم القدرة على التحكم في انفعالاتهم، فتراهم يسبون ويسخرون من الآخرين، وهناك من يحيك الدسائس ليوقع الآخرين في المشكلات، وهناك من يصل به الأمر إلى العدوان الجسدي، فتراهم دائما ما يتورطون في شجارات ويضربون هذا ويركلون ذاك، وقد يصل الأمر إلى الأذى الجسيم. وتقف خلف العدوانية الكثير من العوامل التي من أبرزها العوامل البيئية. فبعض الباحثين فى علم النفس الاجتماعى لاحظوا أن الحرارة والرطوبة والتهوية والضوضاء تؤدى كلها إلى العدوان الزائد لدى الإنسان أو تصيبه على الأقل بالشعور العدائى نحو الآخرين بالإضافة إلى ارتفاع معدلات استمرار العنف أو الثورات السياسية. كما أن التنشئة الاجتماعية تعد أحد العوامل المهمة في هذا الأمر، فالطفل الذي ينشأ على مشاهد العنف والقتل سيتأثر نفسيا ويصبح قابلا لاكتساب الفعل العدواني. كما أن المشكلات الأسرية والخلافات التي تحدث بينهم تعد من الأسباب التي تؤذي نفسية الأطفال وتجعلهم يمارسون نوعا من العدوانية من أجل حماية أنفسهم. ولا ننسى أن هناك أسبابا عضوية ونفسية يمكن تعريفها بضعف القدرات العقلية، وهذا يجعل الطفل غير قادر على التكيف مع من حوله لعدة أسباب، منها التخلف العقلي المتوسط أو البسيط، والطفل ذو القدرات العقلية المحدودة لا يستطيع حل المشكلات التي تواجهه بصورة اجتماعية مقبولة؛ لأن خياراته تكون محدودة، لذلك يلجأ إلى استخدام يديه (وأحيانا رجليه) لحل مشكلاته. لذلك ينصح العلماء بألا يتساهل الآباء والأمهات إزاء أي سلوك عدواني يظهر على الطفل مبكرا من أجل كبح جماحه وتوجيهه بالشكل الصحيح.