أجدني مضطرا للحديث من جديد عن نادي النصر وخسارته لقضية اللاعب البرازيلي "مارسلينو كاريوكا" التي كلفت النصر الكثير من المال والحرمان من اللاعبين الأجانب والوقت والأهم من كل ذلك سمعة هذا النادي الكبير الذي صدرت بحقه عقوبة من أكبر سلطة رياضية هي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لكن ما اشدد على أهميته اليوم أن ندرك جميعا أن أي انجاز كبير لناد سعودي أو اخفاق من أي نوع كالدخول في مشاكل رياضية مع الأجانب مدربين أو لاعبين أو غيرهم تصل ل "فيفا" وبالتالي تعكس صورة الرياضة في المملكة سلبا او ايجابا وتكشف حقيقة تعامل الرياضيين السعوديين مع من يتعاقدون معهم من الخارج، والاتحاد السعودي لكرة القدم ليس بمنأى عن الأندية ومشاكلها بل هو المسؤول الأول عنها والمطالب بحمايتها ودعمها فمن قال إن "النصر" مثلا يفترض أن يبحث قضيته بنفسه دون تدخل اتحاد الكرة مخطئ والنتائج في نهاية الأمر كانت مخيبة. أمين عام اتحاد الكرة محمد الطويل علق على خسارة النصر لقضية "كاريوكا" وما تلاها من عقاب النادي من قبل "فيفا" بحرمانه التعاقد مع اللاعبين الأجانب حتى نهاية الموسم علق قائلا: "ان النصر اوكل محاميا ضعيفا" وهذه ربما تكون حقيقة اطلع عليها الأمين العام عن قرب لكن التساؤل المطروح هو ما الذي قدمه اتحاد الكرة من أجل النصر بعد أن فرض على النادي السماح للاعب "كاريوكا" بمغادرة المملكة دون أن يوقع المخالصة النهائية مع النصر لتبدأ بعدها رحلة المتاعب التي انتهت إلى أسوأ النتائج. النصر ليس محاربا من الأمانة العامة أو اتحاد الكرة لكن اهماله تماشى مع إهمال اي نادٍ ربما يتعرض لما تعرض له النصر. وما انا مهتم به في هذ المقام دعوة الاتحاد السعودي لكرة القدم لان يبدأ سياسة جديدة في التعاطي مع قضايا الأندية السعودية مع الأجانب من المدربين واللاعبين وغيرهم بحل هذه المشاكل مباشرة وقتلها في مهدها قبل أن تتطور لتصل ال "فيفا" ومن ثم يعمل اتحاد الكرة على محاسبة النادي المحلي ومعاقبته داخليا باسترجاع هذه المبالغ بالطرق المناسبة وعقابه بما يتفق مع اللوائح والأنظمة وما يتماشى مع المصلحة العليا لرياضة الوطن، والنصر ليس الوحيد الذي يعاني من مثل هذا النوع من المشاكل فقد وقع الرياض في قضية مشابهة مع لاعبين برازيليين، وظهرت مؤخرا مشكلة في الهلال مع لاعبه "سيسيه" واتحاد الكرة مطالب بدراسة تشكيل لجنة تضم اختصاصيين في مجال المحاماة لبحث القضايا الرياضية للأندية ومساعدتها بالدعم بالخبراء في هذا المجال بدلا من أن نكتفي بالفرجة ونقول عند الخسائر ان سببه الاستعانة بمحام ضعيف! أما الإدارة النصراوية فيجب ألا تقف هي الأخرى مكتوفة الأيدي بانتظار قرار رفع الحظر الذي مضى على انتظاره اسابيع وشارف الدور التمهيدي الثاني لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين على الانتصاف وتجديد عقد اللاعب بدر الحقباني خطوة جيدة ولابد ان تتبعها خطوات كالتفكير بطرق باب "الاعارة" بنقل خدمات نجوم مميزين مثل ياسر القحطاني وصالح بشير لدعم هجوم النصر أو آخرين ممن يرى جهاز النصر الفني حاجة الفريق له فهؤلاء اللاعبون وأمثالهم لن يمانعوا ولن تمانع أنديتهم باعارتهم مدة ثلاثة أشهر لتطوير الفريق هذا الموسم خاصة وان تكلفتهم المادية تعادل نصف ما سيتم انفاقه على اللاعب الأجنبي.