قال مسؤولون وشهود ان نحو ألفين من قوات شرطة مكافحة الشغب المصرية اقتحمت موقعا يعتصم فيه سودانيون أمس الجمعة مما أدى الى اندلاع اشتباكات أسفرت عن وفاة 23 سودانيا على الأقل وإصابة أكثر من مئة من رجال الشرطة وآخرين. وقال شهود ان الشرطة ضربت الأشخاص في الموقع بالهراوات والعصي بعد أن فشل مسؤولون في اقناعهم بركوب حافلات لنقلهم من حديقة عامة في حي راق بالقاهرة إلى موقع اخر. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن السودانيين ماتوا في تدافع في الموقع حيث كان يقيم 3500 سوداني في ظروف يرثى لها. وقال البيان ان 75 من ضباط الشرطة اصيبوا ايضا عندما حاولوا تفريقهم. وقال شهود ان بقع من الدم بادية على الرصيف بعد ان رد الرجال السودانيون في الموقع باستخدام العصي وإلقاء الزجاجات على شرطة مكافحة الشغب التي استخدمت ايضا مدافع المياه في محاولة لتفريقهم. واقتحمت الشرطة الموقع لفض اعتصام بدأه اللاجئون السودانيون قبل ثلاثة أشهر للمطالبة بنقلهم الى بلد اخر. وقال مصدر بوزارة الداخلية في وقت سابق ان 20 من المحتجين ماتوا وقال متحدث باسم اللاجئين ان العدد قد يكون أكبر. وقالت وزارة الصحة ان 50 سودانيا اصيبوا بجروح. ولم يتسن التأكد من الاعداد على الفور. وعرض التلفزيون المصري لقطات لعدد من مصابي الشرطة في المستشفى. وطوق حوالي 4000 شرطي الموقع الكائن في ميدان رئيسي قرب مكاتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، حيث كان السودانيون يحتجون على ما وصفوه بالمعاملة السيئة منذ فرارهم من الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات طويلة في السودان. وقال شهود من رويترز إن حوالي ستة سودانيين من بينهم أطفال كانوا يرقدون فاقدين للوعي على الأرض بعد الاشتباكات. وقال طبيب فحص طفلة عمرها أربع سنوات كانت فاقدة للوعي إنها ماتت. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إنها تأسف لوفاة لاجئين وإن وفاتهم مأساة لكن مسؤولا سودانيا قال إن من حق مصر أن تنهي الاعتصام. ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس الوفيات بين اللاجئين بأنها مأساة. وقال في بيان «ليس هناك مبرر لمثل هذا العنف والخسارة في الأرواح.» وقال متحدث باسم المفوضية إنها حثت مصر على التعامل مع الموقف سلميا. وقال أستريد فان جينديرين ستورت إن قوات الأمن المصرية لم تخطر المفوضية بأنها ستحاول نقل المحتجين يوم الجمعة. لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلت عن المستشار الرئاسي السوداني محجوب فضل قوله «انه من حق الحكومة المصرية ان تعيد النظام وتفرض هيبتها كما هو حق كل سلطة في السيادة على أرضها وانه من حقها ان تفض الاعتصام الذي نظمه اللاجئون السودانيون في ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين على مدار الثلاثة اشهر الماضية.» وقال المحتجون انهم يريدون من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان ترتب لنقلهم الى خارج مصر. ودعا مسؤول سوداني اللاجئين السودانيين في القاهرة الى العودة الى ديارهم. وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي احمد كرتي «ان باب العودة للسودان مفتوح للمعتصمين. أفضل مما يتعرضون له حاليا ونناشدهم بالعودة بدلا من الاستماع للبعض الذين يرفضون العودة». وكان كرتي في القاهرة لدى استخدام وحدة مكافحة الشغب خراطيم المياه والهراوات لانهاء اعتصام اللاجئين في حي المهندسين.