تقول تقارير واردة من كشمير إن الأمراض العقلية زادت بها بصورة ملحوظة فى أعقاب زلزال 8 اكتوبر الماضي الذي قتل عشرات الألوف ودمر أجزاء كبيرة على جانبي خط وقف إطلاق النار في الإقليم. وكان آلاف من المرضى العقليين يتلقون العلاج في الجزء الهندي من كشمير وكان كثيرون منهم فى طريقهم إلى الشفاء إلا أن أعراض أمراضهم قد تجددت عقب الزلزال المدمر. ويقول أطباء قسم الأمراض العقلية في المستشفى الحكومي بسيريناغار أن نسبة ظهور أعراض الأمراض العقلية عقب الزلزال مخيفة للغاية. ويقول مسؤول في القسم إن كل يوم يعالج كل طبيب بالقسم 12 مريضاً عقلياً على الأقل. ومما يزيد من مخاوف السلطات والأطباء أن معظم مرضى الأمراض العقلية يتم إهمالهم من قبل ذويهم ولا يصل غالبيتهم إلى المستشفيات بسبب نظرة المجتمع إلى هؤلاء وعدم رغبة الأسر في الاعتراف بأن بين أعضائها مرضى عقليين. وقد أصيب عدد كبير من مواطني كشمير بأعراض الأمراض العقلية كالجنون والتوتر والحزن وكراهية الحياة والاكتئاب والهستيريا - وحتى انفصام الشخصية - بسبب استمرار العنف في الإقليم منذ أكثر من عقد ونصف عقد من الزمان. وكان مستشفى الأمراض النفسية في سيريناغار قد استقبل 1700 مريض سنة 1989 وارتفع عدد المرضى الذين استقبلهم هذا المستشفى إلى 50000 مريض سنة 2003. ولم تعد الأمراض العقلية تصيب الكبار فقط بل حتى الأطفال الصغار يصابون بها لما يرونه من عنف صباح مساء ولما تمر به أسرهم من مشكلات ومصائب بسبب استمرار العنف في مناطقهم. وكثير من هؤلاء الأطفال يصابون بالجرح النفسي فينطوون على أنفسهم ويرفضون الذهاب إلى المدرسة أو حتى الخروج من بيوتهم خوفاً من القتل في الشارع. وكل يوم يعج قسم المراجعين بمستشفى الأمراض النفسية في سيريناغار بالمرضى وأقربائهم بينما عدد الأطباء والتسهيلات الأخرى تعجز عن الوفاء بمتطلبات التشخيص والعلاج. ويقول أحد أطباء المستشفى - الدكتور صداقت رحمان - إن القسم يشهد الأزمات كل يوم. ويقول الدكتور صداقت رحمان إن بعض الإحصائيات تقول إن نحو 25 في المائة من سكان كشمير مصابون بالأمراض العقلية بصورة أو أخرى من جراء العنف الذي يشاهدونه أو يتعرضون له. وهذه الأعراض ستسمر معهم طوال عمرهم حسب رأي الأطباء. وقد ازداد أيضاً انتشار المخدرات أيضاً وبصورة مخيفة في كشمير بسبب أوضاع العنف واختلال الحياة العادية بها. ويقول إحصاء أجراه عالم النفس الكشميري الدكتور مشتاق مرغوب إن نسبة انتشار المخدارت بين سكان المدن هي 54,16 في المائة بينما نسبتها بين سكان القرى هي45,84 في المائة. ويقول هذا الإحصاء إن أعمار المدمنين تتراوح بين 16 و60 سنة. ويدخل في قائمة المخدرات بأنواعها. وأحد أسباب انتشار المخدرات في كشمير هو قربها من مواقع الإنتاج والتوزيع مثل أفغانستان وباكستان والهند والمثلث الذهبي.