حذرت الأخصائية الاجتماعية هاجر أحمد آل شيبان من ارتفاع نسبة العنف بين الأطفال في المنازل، وخصوصاً في المرحلة العمرية المبكرة من سن (3 - 7)سنوات، والتي في الغالب يقدم فيها الطفل على تصرفات ربما لايعيها بالكامل، إلا أنها ناتجة عن عقله الباطن، وخصوصاً في هذه المرحلة العمرية تحديداً. وأكدت الأخصائية آل شيبان - وفقاً لدراسة أجرتها مؤخراً - أن 31٪ من الأطفال الذين خضعوا للدراسة تعرضوا لعنف من إخوانهم الأكبر منهم بشكل مباشر يتمثل في اعتداءات باليد، أو بالقذف بأشياء ضمن متناول اليد. كما أن (23٪) من الأطفال الذين خضعوا للدراسة تعرضوا لعنف من إخوانهم في شكل عبارات جارحه وألفاظ قاسية. وأشارت الأخصائية هاجر آل شيبان أن العديد من الأطفال في هذه السن يتعرضون للأذى بسبب الغيرة الحاصلة بينهم، أو لتفضيل أحد الوالدين أحد الأطفال على غيره، أو لشعور الطفل بأنه غير محبوب قياساً لأخيه الآخر. وشددت الأخصائية آل شيبان أن العنف في المنزل بين الوالدين يؤثر بشكل سلبي على الأطفال ويدفعهم للعنف فيما بينهم، كما أن الألعاب الالكترونية بشتى أنواعها، وخصوصاً تلك التي تعمد إلى القتال في برامجها والعابها تدفع بالأطفال للتقليد والمحاكاة. وأضافت الأخصائية أن الدراسة التي اجريت على عينة عشوائية بسيطة من الأطفال أظهرت أن (26٪) من الاطفال الذين خضعوا للدراسة يندفعون للانتقام من إخوانهم الذين مارسوا العنف ضدهم، وخصوصاً إذا كان الفارق العمري أقل من سنتين، كما أن (13٪) من الاطفال أصيبوا بجروح بالغة نتيجة العنف الممارس ضدهم من إخوانهم ومن أبرز انواع هذه الجروح: كدمات، شجات صغيرة، جروح صغيرة بالوجه واليدين والجبهة. ووفقاً للدراسة فإن (2٪) من الاطفال تعتريهم أحلام وكوابيس تتعلق بشجارهم مع إخوانهم، حيث يتحدثون في نومهم بصوت مسموع. واختتمت الأخصائية هاجر أحمد الشيبان حديثها للرياض بالتأكيد على أهمية الحذر من ترك الاطفال أمام التلفاز لأوقات طويلة، وعدم السماح لهم بمشاهدة البرامج والمواد التلفزيونية التي ليست مناسبة لسنهم، وخصوصاً فيما يتعلق بأفلام العنف والجرائم، وكذلك ينبغي الحذر من الألعاب الالكترونية، وعدم ترك الأطفال يقضون أوقاتاً طويلة بصحبتها، وينبغي ايضاً اختيار الالعاب والبرامج المناسبة، التي من المهم أن تكون خالية من العنف والقتال. كما ناشدت الآباء والأمهات أن لايدخلوا في أي شجار أمام أبنائهم بدعوى أنهم «أطفال لايفهمون» كما يتوجب الحذر من التلفظ بألفاظ جارحة أو قاسية أو مخلة. يذكر أن الدراسة أجريت على 300 طفل وطفلة، تناولت العنف فيما بينهم، وشملت الدراسة التي أجريت على عينة عشوائية بسيطة أطفالاً من (الدمام - الخبر - الجبيل - رأس تنورة - القطيف - بقيق).