بدت مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح وكأنها تستعيد فرحة منقوصة وهي تستقبل آلاف السياح من مختلف ارجاء المعمورة جاؤوها للاحتفال بأعياد الميلاد فيما الجدران الاسرائيلية الامنية والسياسية تفصلها عن القدس امتدادها الروحي ومحطة انطلاق الموكب البطريركي الذي لا زال يسير على خطى رسول المحبة منذ اكثر من ألفي عام. وللمرة الاولى شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابناء شعبه من المسيحيين قداس منتصف الليل في كنيسة المهد في بيت لحم، بعدما ظل كرسي سلفه الراحل ياسر عرفات فارغا طيلة اربع سنوات ونابت عنه كوفيته بعدما اطبقت دبابات الاحتلال الحصار عليه في مقر اقامته في المقاطعة برام الله. الرئيس عباس الذي وصل بيت لحم عبر مدينة القدس وأطل في طريقه على الواقع الجديد الذي فرضته (اسرائيل) على الارض بين المدينتين المقدستين، انتهز هذه المناسبة ليوجه ومن اقدس بقعة على الارض بالنسبة للعالم المسيحي رسالة محبة من اجل بناء جسور الثقة والسلام بدلا من جدران العزل والفصل العنصري. وقال عباس في كلمته التي بثها تلفزيون وصوت فلسطين :«في الوقت الذي نحتفل فيه بهذه المناسبة العزيزة، فإن معاناة شعبنا وعذاباته، لا زالت مستمرة جراء سياسات الاحتلال البغيضة، التي تشكل مساسا صارخا بحرية شعبنا وكرامته، وتنتهك أبسط حقوقه الإنسانية، وتمتهن إنسانيته على نحو صارخ. وأضاف: «إننا في هذه الأيام المقدسة المباركة لأحوج ما نكون لبناء جسور الثقة والسلام بديلاً عن جدار الفصل والعزل العنصري، ومع ذلك فإن حكومة إسرائيل لا زالت ماضية في سياساتها التدميرية، وعمليات القتل والاغتيال، والاستيلاء على الأراضي، وبناء وتوسيع المستعمرات، وحصار وخنق مدينة القدس الشريف، وبيت لحم، وتحويلهما وكافة أراضينا إلى سجن كبير.