تشهد دار الأوبرا المصرية في الأسبوع الأول من ديسمبر انعقاد معرض للفنان التشكيلي محمد حجي الذي صاحبت رسومه - ولا تزال تصاحب - القصص التي ينشرها الكاتب الكبير نجيب محفوظ منذ عدة أعوام تحت عنوان «أحلام فترة النقاهة»، ولم يفرغ منها بعد. يتضمن المعرض العديد من لوحات حجي التي تفاعل خلالها مع تجربة «أحلام فترة النقاهة» لنجيب محفوظ، ويحمل المعرض عنوان «أحلام معتادة». ويشار إلى أن نجيب محفوظ قد بدأ كتابة أحلامه في 1998 بعد توقف لمدة أربع سنوات إثر تعرضه لمحاولة الاغتيال الغادرة في عام 1994، ولا يزال مستمراً في كتابتها ونشرها بانتظام رغم معاناته الصحية وصعوبة حركة يده اليمنى. وتجسد أحلام نجيب محفوظ في مجملها ملامح بارزة من أزمات وكوابيس الواقع المصري والعربي على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، وتبدو تلك الأحلام - القصص بمثابة تجليات بالغة الدقة والشفافية تعتمد الخيال والروحانية والأحلام الحقيقية منهجاً من أجل القبض بقوة على الأحداث والوقائع والمستجدات العصرية. والفنان محمد حجي هو واحد من الفنانين البارزين في مصر والعالم العربي، حيث يتميز بالقدرة على التعبير عن الواقع بآماله وآلامه وأفراحه وأتراحه، وتوظيف الفكرة بأبعاد فلسفية تتجاوز النقل التسجيلي المباشر للواقع، كما أن لمحمد حجي باعاً طويلاً مع استلهام معاني القرآن الكريم في صياغة لوحات فنية.