صمت يملأ بيت العائلة الكبير هدوء وسكينة ترتيب وروتين ممل كل شيء أضعة أجدة مكانة كل شيء جامد بل كل شيء ميت كل من في البيت كبير قد خلى المنزل من تلك الروح الشقية التي كانت موجودة من قبل حيث كنت صغيرة واخواني صغار كان جوع على ما قالوا (فلة) لكن الآن تغير الوضع أصبحوا أناس يعشقون بل هم متيمون بالهدوء لا تكاد تسمع منهم إلا همس في بعض الأحيان وذلك يكون عند شرب القهوة وأكل الحلى. وتجدهم دائماً في انتظار قاتل للإجازة الصيفية الطويلة ليس ليسافروا أو يرتبطوا بنواد صيفية أو زيارات عائلية بل!! من أجل رؤية (التوأم المميز). ها قد رحلت أيام الدراسة المملة وبدأت العطلة المنتظرة وفي أول ليلة للعطلة وقبل شروق شمس يوم جديد الله هو وحده يعلم ما به هل هو يوم قاتل جديد أم يوم يحتوي على مفاجآت تسر الخاطر. دق جرس الهاتف وكعادة أفراد العائلة يتسابقون على الرد فرفعت أمي السماعة. أمي: ألو نعم. المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المتصل: كيف حالك يا جدة أنا ناصر ترى احنا جهزنا الشنط وراح نجي اليوم. أمي: ما شاء الله.. ما شاء الله.. يا بنات أبشركم شباب الشرقية راح يجون اليوم وبدون سابق إنذار انطلقت التكبيرات الله أكبر الله أكبر وكأننا فزنا في معركة دامية. وبعد انتهاء الاتصال أصبح كل فرد من العائلة يبدع بما يحب فأنا ذهبت لإعداد أشهى أكلة عند الشباب من يد خالة (سمورة) وهي البيتزا. وأمي ذهبت إلى المركز التجاري وأحضرت الشكولاتة وعصير الربيع اللذيذ وغيره والباقي أخذوا يرتبون وينظمون. وبعد مرور ساعات الانتظار. دق جرس الباب!! وكعادة ضيوفنا الصغار المميزين يضعون أيديهم الصغيرة التي لا تكاد أن تصل إلى الجرس ولا يرفعونها حتى يفتح الباب. ذهبت أركض لكي أفتح الباب!! عندها أصبحت لهفة الشوق لهم تسابق يدي لفتح الباب وعندما فتحت الباب!! انطلق شابان طويلان وانهالوا علي بالقبلات بكل شوق وحرارة. خالة.. خالة.. يابعد ناسي.. وقفت مندهشة من أشكالهم فهم كبروا كثيراً ولكن مازال ذلك الاختلاف موجود بينهم رغم أنهم تؤم ليس بينهم سوى ثلاث دقائق. فما زال منصور (دبدوب بعض الشيء وأبيض وصاحب شعر أسود كثيف وناعم) وأما ناصر مازال ذلك الشاب (النحيف ليس بعض الشيء وإنما نخاف الله المستعان وأسمر (ملح وقبلة) وصاحب شعر ناعم. وبعد دخولهم مع أمهم إلى المجلس ذلك المجلس الذي طالما اشتكى من البرود والجمود فجأة!! تحول كل شيء الى فوضى بل إلى بقايا ورد وتلحف وبدا كل شيء في البيت مستبشرا وقد دبت روح الحياة وكأن لسان حاله يقول: (يا فرحتي سوف يتغير مكاني وأحس بتغيير الله لا يحرمنا منكم.. يا شباب الشرقية). وكعادة العائلة عند الاجتماع امتدت السهرة إلى بعد صلاة الفجر وبعد الخلود الى النوم استضفت الشباب عندي في غرفتي وعلى سريري واحد على يميني والآخر على شمالي وأنا في وسطهم يغمروني بدفء أجسادهم الصغيرة والطويلة بعض الشيء. ومثل كل مرة والطلب المعتاد طلبوا الحكاية التي حفظتها من كثر سردها وهي حكاية (أبو دجانة صاحب العصابة الحمراء). فقلت لهم لا وإنما أريد أن أسرد لكم قصة ذلك البطل المبشر بالجنة (أبو عبيدة ابن الجراح) ففرحوا وبعد سردها وقبل انتهائها بدأت أسمع ذلك اللحن العذب ينساب من حولي وهو شخير الشباب. فقبلت جبين منصور وبعده ناصر ونمنا ولكن قلبي لم ينم لأنه ينتظر شروق شمس اليوم الجديد ليفرح بمغامرات لا تنسى لأولئك الشباب. وبعد هذا كله اقول وليس لأنهم ابناء أختي الكبرى لا والله بل لأنهم أبنائي الذين لم ألدهم. حقاً إنهم توأم مميز جداً..