صدر العدد «219» لشهر ذي القعدة حافلاً بالعديد من المقالات والدراسات والتحليلات والمتابعات لأحوال عالمنا الإسلامي والعالم. يبدأ العدد كالعادة بالكلمة الصغيرة فهي تدور عن ما قاله المدعو «سكوت لكيلان» من أن «ممارستهم منسجمة مع قيمهم» في محاولة ساذجة لنفي وقائع التعذيب بزعم أن قيمهم الغربية لا تسمح بتعذيب الإنسان ولا ندري ما يفعل بالمسجونين في السجون الشهيرة فضلاً عما في السجون السرية التي كشف عنها مؤخراً مما يدل على أن التعذيب منهجاً لهم ولو خالف قوانينهم ما دام انه ليس على أرضهم. أما الافتتاحية فهو كلمة حق ورؤية صدق حيال الموقف من العمليات التدميرية التي تتعرض لها كثير من بلدان المسلمين وغيرهم والتي تتفطر لها قلوب المؤمنين وتحترق لها أكبادهم من جراء تلك العمليات المشبوهة والتي لا يمكن أن يقرها عاقل مهما كانت الأسباب مع الدعوة للتأصيل الشرعي لمثل هذه المواقف برؤى إيمانية صادقة بعيداً عن العشوائية والحماس غير المنضبط بضوابط الشرع المطهر. وفي زاوية دراسات شرعية تقرأ دراسة عن «الكوارث الطبيعية وهلاك الصالحين» وهي حديث إيماني يرد على كثير من الشبهات التي يطرحها بعض المرجفين. يوم حدثت تلك الكوارث في بلاد المسلمين وغيرها. وفي زاوية السياسة الشرعية تقرأ «حقيقة الشورى بين الاتباع والادعاء» بين الكاتب الشورى الملزمة وغير الملزمة وللشورى المستحبة ونتيجتها غير الملزمة. وفي قضايا دعوية مقالة عن «الحوار والتعاون مع الآخر». وهذا الموضوع حديث ذو شجون وهو محل البحث والمناقشة من الكثيرين في الساحة الفكرية اليوم. وفي زاوية ملتقى الخطباء تقرأ عن «خصائص الخطاب الدعوي لخطيب الجمعة». وفي زاوية النجاح إدارة تقرأ «عودوا أبناءكم على التخطيط». أما «الكلمة الأخيرة» فهي تحت عنوان «من أجل كلمة الله» عن ضرورة الاهتمام بالقرآن الكريم في ضوء الهجمات الصليبية على كتاب الله بالعمل الجاد على تبني اقتراحات علمية وعملية للتعريف بهذا الكتاب العظيم في بيان حكمه وأسراره وإعجازه التي كثيراً ما يؤمن بها غير المسلمين متى ما ترجمت لهم ووضعت بين أيديهم. فهذه المجلة تخاطب نخبة من المثقفين وتسعى لترشيد العمل الإسلامي وتحريك القلوب وترقيقها وحفزاً لهمم وشحذها لبناء الفرد المسلم على العقيدة الصحيحة والاهتداء بهدي سلفنا الصالح في منهجه ليكون واعياً واقعة ومنطلقاً من التأصيل الشرعي في مواقفه.