في حادثة غريبة على المجتمع السعودي ومنافية تماماً لتعاليم ديننا الحنيف الذي حث على البر بالوالدين قام مريض نفسي بحجز والديه المقعدين في غرفة والتهديد بقتلهما بخمس سكاكين كان يحملها داخل منزلهما في احد أحياء شرق عنيزة. وذلك اثر خلاف نشب بينه وبين شقيقه الأكبر. وفي التفاصيل انه حدثت مشادة كلامية بين المواطن خ. ع. س (مريض نفسي) وشقيقه الأكبر حول موضوع خاص يتعلق بمنزل أسرتهما وأمام إصرار الأخير على موقفه سارع الأول إلى دخول المطبخ وإحضار خمس سكاكين ووسط هيجان قام بطرد اخيه ومن في المنزل وقام باحتجاز أمه وأبيه الكبيرين بالسن والمقعدين في إحدى غرف النوم وهدد شقيقه بأنه سوف يقتل والديه إذا لم يتنازل عن رأيه. فما كان من الأخ الأكبر إلا أن بادر بالاتصال بالشرطة من الجوال وقال بكلمات متلعثمة وهو خائف ما نصه (إلحقوني اخوي بيقتل أمي وأبوي!). وعلى الفور هرعت فرق من شرطة عنيزة والدوريات الأمنية والدفاع المدني إلى الموقع، ودخلت على الفور بمفاوضات جادة مع المريض الذي هدد بقتل والديه إن اقترب احد من باب المنزل الداخلي وأخذ يقوم بضرب الباب عندما يشاهد أحد أفراد الأمن يقترب منه. ووسط محاولات استمرت مدة ساعة ونصف الساعة في المفاوضات لم يتدخل رجال الأمن خوفاً على حياة الأب والأم المقعدين. وفي هذه اللحظة ووسط هلع وخوف كل من تصادف وجوده في الموقع حضر مدير شرطة عنيزة العقيد أحمد بن صالح الغفيلي لموقع الحادث وكان أول تصرف قام به هو إبعاد جميع الدوريات والأفراد الذين يحاصرون المنزل كي يشعر المعتدي بالاطمئنان وبأن أحداً لا يريد أن يلحق به الأذى ودخل في مفاوضات إنسانية مع الجاني لم تتجاوز ال25 دقيقة استطاع خلالها كسب ثقته ومن ثم بدأ يخبره بخطورة اعتدائه على والديه وذكره بجزاء ذلك في الدنيا والآخرة. ثم قام بهدوء تام ودون علم الجاني بالدخول مع الباب الخلفي للمنزل الأمر الذي أوقعه في مواجهة مباشرة مع الجاني الذي كان في هذه اللحظة يضع السكاكين خلف ظهري أمه وأبيه مباشرة وبخبرة ودراية خلفتها سنوات الخدمة الطويلة في العمل الأمني وبحركة سريعة ومفاجئة استطاع العقيد الغفيلي سحب السكاكين منه ثم أمن والديه وجعلهم خلف ظهره وهو في مواجهة الجاني وطلب بكل هدوء منه أن يرافقه بسيارته الخاصة لأنه يريد التحدث معه ثم اقتاده إلى خارج المنزل وقام بتسليمه لجهات الاختصاص لتكملة التحقيقات بالحادث. وقدمت الأسرة شكرها وتقديرها ودعائها لمدير شرطة عنيزة الذي عرض حياته للخطر حيث كان يواجه شخصاً على استعداد لقتل والديه فكيف بغيرهما.