قد يرتبط التعبير بالهدوء وقد يرافق الحركة سواء كان هذا في مجال الشعر وترجمة الاحاسيس به او بواسطة نثر ومقالة او حتى رسم لوحات بكل أقسام وألوان الرسم واشكاله تشكيلي وواقعي او خيالي او غير ذلك من مجالات التعبير وهي كثر. يفاجئك جواب شاعر او ناثر انه يكتب او ينظم شعراً في حركة واضحة ملفتة للنظر او عكس ذلك في هدوء وسكون الليل حيث هجعة الانام والكل في سبات ومنام. وربما آخر للمكان تأثيره على تعبير عن احاسيسه فلا يقول الشعر إلا فوق نايفات الجبال والرجوم ولعل من حسن الاستدلال ان نأخذ القول من قصيدة شاعر عبر عن نفسه وقت ترجمة احساسه ونظم قصيدة يعبر فيها عن شعوره. لكنه كان أسير ذلك الاحساس فمعه لم يهدأ عن الحركة وبالتالي فهو وضع يخضع له الكثير من الشعراء امثاله ولنأخذ ما قاله شاعرنا وهو: محمد بن عبدالرحمن بن خضير حيث بدأ قصيدته بقوله: يا كثر تدويجي وانا ما غدا ليش وما شفت من رجم طويل رقيته كل نهب حقه وانا ما بقى ليش يا كود حق قاصر ما بغيته فالشاعر يعلن صراحة تأثير الحركة في ترجمة الاحساس والعكس ايضاً تأثير الاحساس في عدم هدوء صاحبه. وهذا ما يلاحظه الجميع على شعراء الرد فلا تكاد تهدأ حركة الشاعر اثناء محاولته الرد، يقبل ويدبر وينظر هنا وهناك وكأنه قد فقد شيئاً في الميدان ولا يرى بعينيه من امامه حتى لو نظر اليه فهو غائب عن المحيط حوله غارق في شعور يعالج كيفية ترجمته بالشكل الذي يتوافق مع الميدان والحضور والخصوم حوله ايضاً وبعض الشعراء يلوي في يده وبين اصابعه سبحة يقلب خرزاتها في تمرير متواصل لتدور في خيطها الدائر بلا نهاية وكأنه يدور هو ايضاً في متاهة داخل احاسيسه وتنغلق دونه طرق التعبير ومسالك ترجمتها. ولعل معظم الشعراء لا تعجزهم المعاني والالفاظ ولا تعوزهم او تخلو قريحتهم منها خاصة من لهم طول تجربة في ذلك لكن لعله تزاحمها على السبق وخيارات الشاعر العديدة هي السبب في مثل هذه الحركة التي تبدو بشكل ملفت للنظر.