بعد يوم من اجراء العراق انتخابات خالية من العنف الى حد بعيد حذر كل من الجيش الأمريكي والمسلحين أمس الاول الجمعة من أن العمليات المسلحة بعيدة كل البعد عن التوقف. وكتذكرة بالتهديد الذي يشكلونه أطلق مسلحون قذائف مورتر في بغداد بعد صلاة الجمعة حسبما ذكرت الشرطة. ولم ترد انباء عن وقوع قتلى أو جرحى. وقال البريجادير جنرال دون الستون رئيس وحدة اتصالات القوات الامريكية في العراق لرويترز «التمرد لم ينته.» واضاف في اشارة إلى الأردني ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق «الزرقاوي لا زال طليقا وستتزايد مستويات العنف.» وشنت جماعة الزرقاوي العديد من بين أشد الهجمات دموية خلال العامين الماضيين. وقال الستون «سيتعين علينا أن ننتظر لنرى ما اذا كانت مستويات العنف ستعاود الارتفاع الى ما كانت عليه من قبل.» وادلى قرابة 11 مليون عراقي بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية يوم الخميس حيث تدفق الناخبون على مراكز التصويت حتى في المعاقل السابقة للمسلحين مثل الفلوجة والرمادي. ولم ينفذ المسلحون سوى هجمات متفرقة في تناقض تام مع الانتخابات السابقة في يناير كانون الثاني لاختيار جمعية وطنية مؤقتة. وقتل خلال انتخابات يناير كانون الثاني 40 شخصا في سلسلة من التفجيرات الانتحارية. وولد الاقبال الشديد على التصويت بما في ذلك من جانب العرب السنة بعض التفاؤل في ان العراق دخل منعطفا جديدا سلاحه الجديد فيه هو صناديق الاقتراع وليس القنابل التي تزرع على جوانب الطرق أو بنادق الكلاشينكوف. وفي الوقت الذي حصل فيه القادة الامريكيون على دفعة بسبب الانتخابات الناجحة التي جرت وسط هدوء نسبي الا انهم قللوا من شأن مثل هذا الخطاب فيما قال المسلحون ان القتال لن يتوقف ما دامت القوات الأمريكية في العراق. وقال دبلوماسي أمريكي في بغداد «لا اعتقد اننا وصلنا الى نقطة بداية هائلة مفاجئة فيما يتعلق بتقليص العنف.» واضاف «لا يزال امامنا طريق طويل فيما يتعلق ... ببناء قوات الامن العراقية حتى تصل الى المرحلة التي يمكنها فيها تأدية وظيفتها بمفردها هنا.» وبدا ان الانتخابات جذبت الى العملية السياسية بعضا من أفراد تلك الجماعات خاصة القوميين الذين يمثلون غالبية المسلحين. لكن جماعات أخرى مثل جماعة الزرقاوي لا تبدو مستعدة للتخلي عن حملتها القائمة على العنف. وقال رجل عرف نفسه باسم «ابو قتادة» وقال انه عضو في جماعة (الجيش الاسلامي في العراق) المسلحة التي تضم بعثيين سابقين «فترة الانتخابات تلك هي فترة هدنة.. لكن ذلك لا يعني اننا سنوقف الأنشطة العسكرية.» واضاف «نريد أن يعلم الأمريكيون انه عندما تبدأ العمليات المسلحة بعد الانتخابات.. فاننا سنتولى السيطرة في اي وقت.» واشار آخرون الى ان القتال سيظل متوقفا الى حين تشكيل حكومة عراقية جديدة. وقالوا انه اذا لم تعكس تلك الحكومة طموحات العرب السنة فسوف يستأنف العنف وستكون القوات الأمريكية والعراقية مستهدفة. وقال ابو محمد وهو أحد قادة المسلحين في محافظة صلاح الدين «سوف تحدد نتائج الانتخابات ما نفعله.» واضاف في اشارة الى الحكومة التي يقودها الشيعة «اذا بقيت (الحكومة) نفسها.. فستتزايد العمليات العسكرية ضد القوات الامريكية وقوات الشرطة والجيش العراقيين. «اما اذا فاز علاوي .. فسوف تتركز العمليات ضد الأمريكيين فقط باعتبارهم قوات احتلال.» ويقود اياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت السابق ائتلافا يتمتع بمؤيدين له بين العلمانيين من السنة والشيعة ويعتقد انه حقق مكاسب خلال الانتخابات. واقر الجنرال جورج كاسي القائد العام للقوات الامريكية في العراق يوم الخميس بانه رغم أن الانتخابات كانت ناجحة لكنها لم تقرب بالضرورة الامريكيين بأي درجة من العودة الى الوطن كما يأمل كثيرون في الولاياتالمتحدة.