أنهى أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جلسات أعمالهم التي بدؤوها في وقت سابق أمس برئاسة معالي وزير الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة راشد بن عبدالله النعيمي وذلك بقصر الامارات في أبوظبي. وكان صاحب السمو الملكى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قد وصل الى دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة امس للمشاركة في الاجتماع التكميلي للدورة السابعة والتسعين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التحضيرية للدورة السادسة والعشرين للمجلس الاعلى التي تعقد في أبوظبي اليوم. وقد استكمل الوزراء في اجتماعهم مناقشة عدد من القضايا الرئيسية المطروحة على جدول أعمال القمة الخليجية تمهيداً لرفعها لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده معالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية أمس عقب الجلسة الافتتاحية للاجتماع التكميلي للمجلس الوزاري في دورته السابعة والتسعين التحضيرية للقمة الخليجية. وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الوزراء ناقشوا عدداً من الموضوعات المطروحة على جدول الاجتماع ومنها القضية الاقتصادية ونتائج اجتماع وزراء العمل والشؤون الاجتماعية الأخير في البحرين والتعاون الأمني والعسكري بين دول المنطقة. وحول الملفات السياسية التي تم مناقشتها في الاجتماع بين معاليه أن وزراء الخارجية لم يناقشوا الموضوعات السياسية سواء ما يتعلق بالتطورات على الأراضي الفلسطينية أو الوضع في العراق أو احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) أو مكافحة الإرهاب معللاً ذلك بأنه سبق وأن نوقشت هذه القضايا في الاجتماع التحضيري السابق في أبوظبي وفي لجنة الصياغة يوم الجمعة. وفي سؤال عن الملف السوري - اللبناني والتطورات الأخيرة حياله أجاب العطية قائلاً: «إننا بكل تأكيد يهمنا استقرار لبنان وسوريا والأمر الذي حدث في لبنان ليس بالأمر الهين سواء عندما اغتيل رئيس الوزراء رفيق الحريري.. وما يتعلق بالاغتيالات الأخيرة فهي مدانة» مؤكداً دعم لبنان واستقراره ودعمه اقتصادياً. وعن الموضوعات الاقتصادية التي تم مناقشتها في الاجتماع قال معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية «لقد تم مناقشة تقارير الفترة الانتقالية للاتحاد الجمركي والتقارير التي تتعلق بمشاريع التكامل والربط المائي والسكك الحديدية.. اضافة الى البطاقة الذكية التي تتعلق بالتنقل وتقديم كل الخدمات المتصلة بذلك والبرنامج الزمني للتحالف النقدي واطلاق العملة الموحدة». وفيما يتعلق بالتجارة الحرة بين دول المنطقة والاتحاد الأوروبي عبر عبدالرحمن العطية عن تفاؤله بأن يتم توقيع اتفاقية في هذا الشأن مع بداية العام القادم ان شاء الله. وحول التوصيات التي سيتم رفعها هذا العام قال معاليه «ان التوصيات تتناول القضايا التي تهم المواطن الخليجي من الجانب الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي اضافة الى القضايا المتعلقة بالتعاون العسكري..». وافاد معاليه ان المجلس سيناقش كل ما من شأنه تفعيل العمل الخليجي المشترك في اطار مجلس التعاون. وتعليقا على سؤال عن تعاون الحكومة السورية مع مجلس الأمن قال معالي الأمين العام لمجلس التعاون «ان المجلس يتابع الدور الذي تقوم به الحكومة السورية فيما يتعلق بالتعاون مع هذا الملف.. ونتطلع الى ان يتم كل ما فيه مصلحة الوصول للحقيقة وان ينتهي التقرير بالشكل الذي ينبغي أن ينتهي عليه» معربا عن ثقته بالقيادة السورية واهتمامها بكل ما من شأنه ان يحقق الاستقرار في المنطقة. وفي سؤال عن طرح المطالبات الأمريكية لدول الخليج بمزيد من الديمقراطية على القمة كمحور أساسي قال معاليه: «نحن لدينا اعلان سابق في قمة زايد يتعلق بموضوع التأكيد على التطوير والتحديث.. ونحن لسنا خارج السرب نغرد.. ونسير في خطى ثابتة.. وبالتأكيد لسنا في غنى عن الاستفادة بخبرات الآخر». وعن الانتخابات العراقية التي تجري حاليا في العراق قال عبدالرحمن العطية: «نحن مرتاحون للنتائج الأولية ونتطلع لعراق حر ومستقر وآمن وان تشكل الحكومة بعيداً عن انتماءات تؤثر على سير العملية السياسية.. ونؤكد على دعم العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وسلامته الاقليمية وهذه من المبادئ الثابتة للمجلس التعاوني». وفيما يتعلق بانفلونزا الطيور والاستراتيجية المشتركة الموضوعة له أوضح معالي الأمين العام لمجلس التعاون انه سيرفع تقريرا بذلك لقادة دول المجلس مؤكدا ان الجميع حريصون على صحة المواطن والمقيم حيث قد اجتمع وزراء الزراعة والصحة لهذا الشأن وشاركت أمانة المجلس في اجتماعات دولية في جنيف. وبيّن معالي الأمين العام في اجابة على سؤال بملف الإرهاب قائلا: «انه مطروح على القمة.. وهو عبارة عن تقرير سنوي يرفع للمجلس ليعزز الموقف الخليجي من خلال التعاون في تبادل المعلومات بالاضافة إلى المقترح الذي تقدم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما يتعلق بالمركز الدولي لمكافحة الإرهاب. وأكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية في إجابة على سؤال عن الملف النووي الإيراني والإسرائيلي والخطورة التي يشكلاها على المنطقة أكد ان الموقف الخليجي ثابت من خلال التأكيد والمطالبة على تفتيش المنشآت النووية والمطالبة، بانضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية..وقال «نحن لا نريد سباقاً نووياً في هذه المنطقة وأعتقد انه حان الوقت لابرام اتفاقية لإخلاء منطقة الخليج من انتشار الأسلحة النووية تقود إلى اتفاقية أشمل تضم كافة دول الشرق الأوسط». وأضاف معاليه قائلاً: يجب ان تضم الاتفاقية المعنية إيران ودول المجلس العربية وكذلك إمكانية دخول النظام العراقي بعد ان تشكلت حكومته إضافة إلى اليمن.. وبعد ان يتم بلورة هذا الاتفاق بشكل واقعي سيمهد حث إسرائيل عبر الأسرة الدولية لاخضاع منشآتها للتفتيش والضغط عليها للدخول في الاتفاقية الشاملة بشأن خروج منطقة الشرق الأوسط بمعاهدة واتفاقية تتصل بخلوها من أسلحة الدمار الشامل.. وهذه دعوة مباشرة من الأمين العام لمجلس دول الخليج العربية».