تكتسب قمة دول مجلس التعاون التي تنطلق اليوم أهمية خاصة، نظراً لأنها تعود إلى ذات المكان الذي ولد فيه مجلس التعاون قبل ربع قرن تقريباً في العام 1981، ولأن هذه القمة مشغولة بهموم وقضايا خليجية وعربية ودولية، وعلمت (الرياض) أن جدول أعمال القمة يشمل العديد من القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة وشعوبها، وما طرأ على الأوضاع العربية والعالمية من تغيرات ومستجدات، خاصة الوضع العراقي، وتأييد دول المجلس لوحدة العراق أرضاً وشعباً، والموقف الداعم للقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني، وتأكيد دول مجلس التعاون من قضايا الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وجزيرة أبوموسى .كما ستناقش القمة الموضوع النووي الإيراني لا لجهته العسكرية فقط، وإنما أيضاً لجهة تأثيراته على البيئة حتى في حالة اقتصاره على الأغراض السلمية، حيث أعادت المصادر الخليجية إلى الأذهان واقعة (تشيرنوبل) وتأثيراتها السلبية والمستمرة . وفي الشأن الصحي يناقش المؤتمر موضوع توحيد سعر التصدير للأدوية بعملة واحدة لدول المجلس، وكذلك توحيد الهامش الربحي لكل من الوكيل وتاجر التجزئة في دول المجلس، بغية الحصول على دواء آمن وفعال من خلال توحيد التسجيل للشركات الدوائية ومنتجاتها، وأن يكون سعر الدواء المسجل مناسباً ومعقولاً، وأن يكون سعر الدواء موحداً في جميع دول المجلس . وقد رأى وزراء الصحة في مجلس التعاون في تقريرهم المرفوع إلى المجلس الأعلى أن من إيجابيات توحيد التسعيرة تخفيض اسعار الأدوية للمريض، ومنع تهريب الأدوية بين الدول، وتخفيض الضغط على وزارات الصحة، وتقليل الشكاوى من المواطنين حول ارتفاع أسعار الأدوية، والاستفادة من كبر حجم السوق المشترك، والمساعدة على ثبات بيع السعر للجمهور أثناء تغيير صرف العملات الخليجية، وتحقيق موقف موحد قوي عند مفاوضات الشركات للتسعير . كما سيطلع المجلس الأعلى على الجهود الموحدة لمكافحة الأمراض القلبية والوعائية، والخطوات الخليجية المتخذة للوقاية من مرض انفلونزا الطيور . وفي الشأن التعليمي سيطلع المجلس على ما تم إنجازه بالنسبة إلى الخطة المشتركة لتطوير مناهج التعليم العام، وتنفيذ مرئيات الهيئة الاستشارية بشأن المنظومة التعليمية والبحث العلمي، وما تم بالنسبة إلى وثيقة التطوير الشامل للتعليم، كما ينتظر أن يقر آلية التعاون والتنسيق بين الجامعات الأهلية في المنطقة. وفي الشأن الاقتصادي ينتظر أن يطلع المجلس على الأعلى على مشروع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، وعلى الجهود المتخذة حتى الآن لوضع نظام ضريبي يطبق بصفة خاصة في دول المجلس وكذلك على المنجز بالنسبة إلى الاتحاد الجمركي، وخطوات السير نحو العملة الخليجية الموحدة، ومسألة التفاوض الموحد مع منظمة التجارة العالمية، إضافة إلى علاقات دول مجلس التعاون مع المجموعات والتكتلات الاقتصادية العالمية .