أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أن أهم ما أسفرت عنه القمة الاستثنائية التي عقدت للمنظمة بمكةالمكرمة هو التركيز على الخطاب التنموي والاهتمام بدعم المستوى الاقتصادي للدول الأعضاء وعلى تبني منهج الوسطية والاعتدال في الإسلام وأنه لا علاقة للدين بالغلو أو التطرف مشيرة الى أنها كانت أول قمة تميزت بنقد الذات والشفافية والبحث عن القواسم المشتركة في العالم الإسلامي. وقال الدكتور أكمل الدين احسان أوغلي الأمين العام للمنظمة خلال مؤتمر صحافي عقده امس بنقابة الصحافيين بالقاهرة إن المنظمة خرجت من القمة كذلك بخطة عشرية لأول مرة تعنى بأن تكون خارطة طريق للمنطقة لتحويل المؤتمر من أفكار وبيانات الى برامج عملية وتطبيقية وأشاد بجهود المملكة كدولة مقر للمنظمة مؤكدا على أن هناك علاقة خاصة بين المنظمة والدولة المضيفة وليست علاقة تبعية لحكومتها ومشيرا الى أن هناك مبنى جديدا للمنظمة في جدة ودعا المهندسين المصريين الى التقدم للمشاركة في انشائه وهو على مساحة 40 ألف متر خصصتها المملكة للمنظمة. وأشار الى أن منظمة المؤتمر الإسلامي هي منظمة حكومية تصدر فيها القرارات بموافقة الحكومات وقد أكدت خلال القمة الاستثنائية التي اختتمت فعالياتها في مكةالمكرمة منذ أيام على أهمية السعي لتوسيع نطاق المشاركة السياسية والمساواة والعدالة والشفافية والقضاء على الفساد في الدول الأعضاء (57 دولة). واضاف احسان أوغلي أن المنظمة لا تريد تدخلات خارجية تؤدي الى مشكلات جديدة في منطقة الشرق الأوسط مما يعني انفجار المنطقة. وشدد على حرص المنظمة على سيادة العراق ووحدة أراضيه ووقوفها ضد اشتعال الصراع في المجتمع العراقي سواء كان مذهبيا أو عرقيا كما ناشدت المنظمة السنة للمشاركة في الانتخابات العراقية موضحا أن المنظمة تفرق بين مشروعية مقاومة الاحتلال الأجنبي التي لا تستبيح دماء المدنيين الأبرياء وبين تجريم أعمال الإرهاب وتأكيد الالتزام بمعاهدة المنظمة بمكافحة الإرهاب التي أبرمت في الرياض في شهر فبراير الماضي. وأضاف أن المنظمة على اتصال بجميع الأطراف المعنية بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وتؤكد المنظمة على أهمية أن يكشف التحقيق في هذه الجريمة عن المتسببين فيها وتقديمهم للعدالة وعلى ضرورة تعاون جميع الأطراف في سوريا ولبنان مع فريق التحقيق الدولي في هذا الشأن وأن يتم التحقيق بسرعة ويستكمل في اقرب وقت لأن اطالته معناه ضياع بعض الأدلة. وأضاف أنه لا توجد امكانية لدى المنظمة لانشاء قناة فضائية اسلامية كما أنه لا توجد رغبة لدى الدول الأعضاء في انشاء مثل هذه القناة. وحول طلب روسيا الانضمام الى عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي قال أوغلي انه سيكون هناك معايير للعضوية والعضوية المراقبة في المنظمة معترفا بأن المنظمة لم تفكر في هذه المعايير إلا عندما طرقت روسيا بابها وموضحا أن الباب لم يعد مفتوحا كما كان من قبل للحصول على هذه العضوية. وحول ما نشر في الدانمارك من اساءة للاسلام قال ان منظمة المؤتمر الإسلامي ترصد ظاهرة كراهية الإسلام (اسلاموفوبيا) مضيفا أنها وجهت خطابا الى رئيس وزراء الدانمارك وأجرت اتصالات مع منظمات أوربية للفت نظرهم لهذه التصرفات غير اللائقة. وأضاف الدكتور أكمل الدين احسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن هناك اجماعا على أهمية أن يكون هناك تمثيل مناسب للمنظمة في مجلس الأمن في ظل حقيقة أنه من بين كل خمسة أشخاص حول العالم هناك شخص مسلم ولا يمكن عدم تمثيل 1,2 مليار مسلم في المجلس وهو ما يحتاج الى تنسيق مواقف وتوسيع الرؤية في هذا الخصوص. وأوضح الدكتور أكمل الدين احسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن المنظمة وافقت على أن تكون هناك هيئة مشكلة من جميع المناطق الإسلامية لاتخاذ مبادرات لحل بعض المشكلات التي تنشأ بين الدول. وشدد على أن المنظمة بدأت تنشط بالفعل وتتخذ خطوات ملموسة للأمام لصالح الدول الأعضاء مشيرا الى أن الأمانة العام نشطت داخل الدول الأعضاء وكناطق رسمي باسم العالم الإسلامي ينظر اليه لتحديد العلاقة مع الآخر سواء مع المنظمات الأوربية أو الدولية. وردا على ما يثار حول عدم التزام بعض الدول الأعضاء في المنظمة بالوفاء بالتزاماتها المالية تجاه المنظمة قال ان الدول بدأت تفي بالتزاماتها وتقدم مساعدات للمنظمة مؤكدا على أنه طالما هناك اتفاق على الحاجة لوجود المنظمة فمن الضروري امدادها بالإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتمكينها من اتمام عملها.