أجريت دراسة حديثة في الولاياتالمتحدةالامريكية للفحص المبكر لسرطان البروستات والرئة والقولون والمستقيم وسرطان المبيض وأظهرت الدراسة على 40,000 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 55 - 74 عاماً للفحص المبكر لسرطان المبيض، وذلك باستخدام الاشعة الصوتية المهبلية لمراقبة المبيض والدم المتدفق بهما وكذلك قياس نسبة (CA-521) في الدم بالاضافة للفحص الروتيني المهبلي للحوض والجهاز التناسلي. وقد استنتجت الدراسة عدم قدرة هذه الطرق المستخدمة للمسح الروتيني لاكتشاف سرطان المبيض من مراحل مبكرة ويعد فشل هذه الطرق للصعوبات التقنية في تطبيقها على السيدات في هذه المرحلة العمرية واستمراريتها لفترة طويلة غير محددة وأبدت الدراسة تفاؤلها في حالة استمرار هذه الفحوصات سنوياً ولمدة متابعة طويلة لاكتشاف سرطان المبيض في مراحل مبكرة. والتقليص من وفيات سرطان المبيض ويحتل سرطان المبيض المرتبة الرابعة في حدوث سرطان النساء، بينما يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى ولكن للأسف ان حوالي 70٪ من حالات سرطان المبيض يتم تشخيصها في مراحل متقدمة، وذلك في المرحلة الثالثة ونادراً ما يتم اكتشافه مبكراً ونظراً لاكتشاف سرطان المبيض في مراحل متقدمة فإن نسبة الشفاء الكامل تتضاءل بينما فيما لو تم اكتشافه مبكراً فإن الجراحة والعلاج الكيميائي تفيد كثيراً في القضاء على هذا المرض ويقدر بأن امرأة واحدة من كل 70 امرأة معرضة للاصابة بسرطان المبيض خلال حياتهم. ويعود السبب لعدم اكتشاف المرض مبكراً وذلك بانه لا توجد أعراض أولية تدل على حدوث المرض فقد لا يحدث أي آلام ونزيف مهبلي كما يحدث في الأورام التناسلية الاخرى وكذلك نظراً لوجود المبيضين في الحوض ويجد الورم حيزاً كبيراً في البطن والحوض للانتشار قبل ان يبدأ بإحداث أعراض للمريضة. وقد تم إجراء محاولات عديدة للوصول لطريقة لاكتشاف الورم في مراحل مبكرة ويعد الفحص باستخدام الاشعة الصوتية المهبلية والفحص الروتيني لاعضاء الحوض وقياس مستوى (CA521) هو الاجراء الوحيد المتوفر الذي ربما يساعد في اكتشاف التغيرات غير الطبيعية. ورغم ان الدراسة التي تدل على دقته في اكتشاف الورم إلا انني أنصح بالاستمرار في القيام بهذه الفحوصات سنوياً خصوصاً في الحالات التي يوجد لديها استعداد وراثي، وذلك بوجود حالات سرطان المبيض في العائلة والنساء اللواتي لديهن عدد أطفال قليل أو اللواتي لم يتزوجن، وكذلك السيدات اللواتي لديهن BRCA1 ويعتبر سرطان المبيض من أكثر الأمراض صعوبة في العلاج ويتطلب علاجها تدخلا جراحيا وعلاجا كيماويا مكثفا ونظراً لتزايد حالات الأورام السرطانية بشكل عام وتزايد سرطان المبيض بشكل خاص، وذلك نظراً لتحسن عمر المريضة. ويعتبر التثقيف الصحي من أهم الطرق لتبصير المرضى بخطورة المرض وحث المرضى على البحث لاكتشاف أي تغيرات فسيولوجية أو مرضية ولا يزال العلماء والباحثون في محاولات عديدة لاكتشاف المرض مبكراً واستحداث تقنيات خاصة تساعد على القضاء على هذا المرض الخطير، وكذلك ما زال البحث مستمراً لايجاد علاج كيميائي يقضي على المرض تماماً ويقدر نسبة نجاح علاج حالة السرطان بنسبة تصل الى 90٪ في حالة اكتشاف المرض في المرحلة الأولى وتصل نسبة الشفاء الى 30٪ في المرحلة الثالثة والى أقل من 10٪ في المرحلة الرابعة.