انطلقت أمس في هونغ كونغ أعمال المؤتمر الوزاري السادس لمنظمة التجارة العالمية الذي يستمر ستة أيام. ورأس وفد المملكة العربية السعودية في المؤتمر وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني. ويضم الوفد السعودي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري وزير الدولة عضو مجلس الوزراء نائب رئيس فريق التفاوض السعودي عبدالله بن أحمد زينل علي رضا المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة التجارة العالمية في جنيف الدكتور عبدالوهاب بن عبدالسلام عطار وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول ونائب محافظة مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر. كما يضم الوفد وكلاء وزارات الخارجية والمالية والزراعة والتجارة والصناعة ونائب مدير عام الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس. وباشرت الدول ال149 الاعضاء في منظمة التجارة العالمية من بينها المملكة في هونغ كونغ ستة ايام من المفاوضات، في اجواء احتجاجية تجلت في تظاهرة شارك فيها الالاف في هذه المدينة الصينية. وتخللت التظاهرة التي ضمت معارضين للعولمة وناشطين مناهضين لمنظمة التجارة العالمية، صدامات مع قوات الشرطة على مقربة من مكان افتتاح المؤتمر الوزاري السادس للمنظمة. وتصدت قوات مكافحة الشغب في هونغ كونغ مستخدمة بخاخات فلفل لنحو خمسين معارضا من منتجي الارز الكوريين الجنوبيين الذين حاولوا ان يجتازوا بالقوة طوقا من رجال الشرطة برشقهم بقنابل مائية. وادت هذه المواجهات الى اصابة تسعة اشخاص بينهم شرطيان بجروح طفيفة. وضمت المسيرة اكثر من خمسة الاف شخص بحسب المنظمين. ورمى اكثر من مئة متظاهر معظمهم مزارعون من كوريا الجنوبية بانفسهم في مياه خليج هونغ كونغ الباردة وحاول بعضهم السباحة الى قصر المؤتمرات الواقع على الساحل غير ان زوارق الشرطة ارغمتهم على العودة ادراجهم. وفي المبنى الذي باشرت فيه منظمة التجارة العالمية اعمال مؤتمرها، نجحت مجموعة صغيرة من الناشطين المعارضين للعولمة في اثارة بلبلة اثناء القاء المدير العام للمنظمة الفرنسي باسكال لامي كلمته الافتتاحية مرددة «منظمة التجارة العالمية تقتل الفلاحين» و«لا لمنظمة التجارة العالمية». واقر باسكال لامي بوضوح بان منظمة التجارة العالمية «ليست اكثر المؤسسات شعبية في العالم وهي بعيدة عن كونها كذلك»، ودعا الى تحسين سمعة المؤسسة عبر التوصل الى اتفاق بين دولها الاعضاء لتكون المبادلات التجارية اكثر انصافا بالنسبة الى الفقراء. وامام الجمود الذي لا يهدد اجتماع هونغ كونغ وحسب، بعد سنتين على فشل الاجتماع السابق للمنظمة في كانكون (المكسيك)، وانما ايضا مجمل جولة مفاوضات الدوحة التي انطلقت في قطر في 2001، قال لامي «ينبغي ان نجازف لان تجنب المجازفات بما فيها السياسية، لن يقودنا الى مكان». لكن لم تظهر أمس ملامح اي انجاز حاسم في الملفات الخلافية مثل مساعدات المزارعين في الدول الغنية وفتح الاسواق الصناعية والخدمات في الدول النامية. وتتهم الدول النامية الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة بتشويه المبادلات العالمية من خلال الدعم الكبير الذي يقدمانه لمزارعيهما. وطالب ممثل التجارة الاميركي روب بورتمان ب «تعهدات» لضمان ظروف افضل للوصول الى السوق الاوروبية. ويفضل الاتحاد الاوروبي من جهته التركيز على اجراءات محددة لمساعدة الدول الاكثر فقرا، ذلك ان اتفاقا في هذا المجال يبدو للجميع بمثابة اخر ما تبقى لانقاذ هونغ كونغ من فشل تام، ولو ان لامي طالب الا يكون مثل هذا الاتفاق «بديلا عن مفاوضات طموحة حول مجمل المواضيع». وقالت وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية كريستين لاغارد مبدية ارتياحها بشأن موضوع التنمية «نلاحظ ان اليابان بدأت تتحرك وان الولاياتالمتحدة اعربت ايضا عن تساهل في المنحى ذاته».