اعلنت روسيا امس انها لن تمارس ضغوطا على دمشق لكي توقف غاراتها على مدينة حلب في حين اعلنت واشنطن ان وزير الخارحية جون كيري سيتوجه الى جنيف اليوم الأحد في مسعى لتثبيث وقف الاعمال القتالية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف "لن نمارس ضغوطا (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لانه ينبغي الفهم ان ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الارهابي". ولفت الى أن "الوضع في حلب يندرج في اطار هذه المكافحة للتهديد الارهابي". ومدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة بوقف الاعمال القتالية الساري منذ 27 فبراير الذي تم التوصل اليه طبقا لاتفاق اميركي روسي حظي بدعم مجلس الامن. ويتوجه كيري اليوم الاحد الى جنيف سعيا الى تثبيت الهدنة. ميدانياً، فر عشرات السكان من الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب امس نحو مناطق اكثر امانا، خشية الغارات الجوية المتواصلة على المدينة لليوم التاسع على التوالي. وفي الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب، شاهد مراسل فرانس برس عند الخامسة فجرا عشرات العائلات تغادر منازلها في حي بستان القصر الذي تعرض لقصف جوي عنيف خلال الايام الماضية. وأكد بعض السكان انهم ينزحون الى اماكن اخرى اكثر امانا في المدينة فيما فضل آخرون مغادرتها بالكامل عبر طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لسكان الاحياء الشرقية، المؤدي الى غرب البلاد. ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. وأوقع التصعيد العسكري منذ 22 ابريل 246 قتيلا من المدنيين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل امس جراء الغارات الجوية "ثمانية مدنيين على الاقل في احياء باب النيرب وبستان القصر والهلك"، وفق الدفاع المدني. وبحسب المرصد السوري، فقد استهدفت حتى الظهر 28 غارة على الاقل الاحياء الشرقية. وتشهد الاحياء الغربية بدورها، بحسب المرصد، "هدوءاً منذ فجر السبت (أمس) تخلله سقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة". وخلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض انس العبدة ان "النظام يقوم بكل ما يمكن وصفه بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية" في حلب، وقال "اصدقاؤنا مطالبون باجراءات حقيقية على الارض من اجل وقف العدوان ووقف استهداف المدنيين". واضاف ان الائتلاف طلب من الفصائل المقاتلة "دعم جبهة حلب"، مؤكدا حقها في "الرد على مصادر النيران". وبعيدا عن حلب، توقف القتال عند الساعة الواحدة صباح امس على جبهتي الغوطة الشرقيةلدمشق وريف اللاذقية الشمالي بعد دخول اتفاق اميركي روسي حيز التنفيذ، وذلك في اطار تهدئة لا تشمل حلب. وتسود حالة من الهدوء، وفق المرصد السوري، في جبلي الاكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي بعد أيام من المعارك العنيفة، كما في الغوطة الشرقيةلدمشق. وأعلن الجيش السوري ان "نظام وقف العمليات" يشمل مناطق الغوطة الشرقيةودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة. على صعيد اخر، دخلت قافلتا مساعدات انسانية تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري والامم المتحدة عصر امس الى اربع بلدات سورية محاصرة. وقال بافل كشيشيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لفرانس برس، "بالرغم من الوضع السيىء في حلب الذي يؤثر على العمليات الانسانية في المدينة، يتواصل العمل في اماكن اخرى". ودخلت القافلتان بالتزامن الى مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل قوات النظام في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب. واوضح كشيشيك ان 48 شاحنة دخلت مضايا واثنتين الى الزبداني مقابل 20 شاحنة الى الفوعة وكفريا، وتحمل تلك الشاحنات حصصا غذائية وطحينا وادوية وادوات اخرى. طفلان ينظران من شرفة ويبدو عليهما الذعر بعد غارة جوية على حلب (رويترز)