دخلت أمس قافلة متواضعة من المساعدات إلى بلدة مضايا المحاصرة منذ 180 يوماً في ريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان، في أول حلحلة للأزمة الإنسانية الخطيرة التي تشهدها هذه البلدة التي هزت الرأي العام العالمي بصور سكانها الذين يتضورون جوعاً. وتزامن ذلك مع إرسال مساعدات مماثلة إلى قريتين شيعيتين مواليتين للنظام (الفوعة وكفريا) تحاصرهما المعارضة في ريف إدلب. وجاء إرسال المساعدات فيما تسارعت التحضيرات لاجتماع جنيف المقرر في 25 الشهر الجاري بين النظام والمعارضة، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن هذا الموضوع كان أحد محاور اتصال هاتفي أجراه الوزير جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. كما استضافت باريس اجتماعات مخصصة للأزمة السورية ضمت وفداً من المعارضة برئاسة رئيس الوزراء السابق رياض حجاب ومحادثات أخرى مع الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا الذي يُشرف على التحضيرات لحوار جنيف. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ختام لقاء عقده أمس مع رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات مع النظام، الى «اتخاذ إجراءات إنسانية فورية تعطى الأولوية فيها للمناطق المحاصرة، خصوصاً مضايا، تمهيداً لتوفير الشروط الكفيلة بوقف جدي لإطلاق النار». وشدد على أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في مستقبل سورية. أما حجاب فقال: «لا يمكننا التفاوض مع النظام بينما هناك قوات أجنبية تقصف الشعب السوري»، محملاً الطيران الروسي مسؤولية قتل وجرح عشرات التلاميذ في قصف استهدف مدرستهم في محافظة حلب (شمال البلاد). على الصعيد الإنساني، دخلت أربع شاحنات من أصل 44 محملة بالبطانيات والمواد الغذائية الى بلدة مضايا، وفق ما أفاد مسؤول في الهلال الأحمر السوري وكالة «فرانس برس». وقال المسؤول: «دخلت أربع شاحنات عند الخامسة عصراً، اثنتان محملتان بالبطانيات واثنتان بالمواد الغذائية إلى بلدة مضايا» بانتظار دخول بقية الشاحنات إلى البلدة المحاصرة. وأكد مصدر سوري ميداني بدء تحرك القافلة «المحملة بالمساعدات إلى الفوعة وكفريا» المحاصرتين من قبل الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب، تزامناً مع دخول الشاحنات إلى مضايا. وكتب المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية بافل كشيشيك على حسابه على موقع «تويتر»: «من المتوقع أن تستمر عملية إفراغ الشاحنات طيلة الليل». ومن المنتظر دخول 44 شاحنة إلى مضايا التي تبعد نحو أربعين كيلومتراً عن دمشق، تزامناً مع دخول 21 شاحنة مماثلة إلى الفوعة وكفريا اللتين تبعدان أكثر من 300 كيلومتر عن دمشق. ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه «ارتفع إلى 15 بينهم 12 طفلاً ومواطنة ومدرِّسة وشخص مجهول الهوية» عدد ضحايا قصف طائرات حربية يُعتقد أنها روسية على مدرسة في بلدة عنجارة بريف حلب الغربي. وجاء مقتل التلاميذ فيما أعلن النظام السوري أن قواته أطلقت «عملية واسعة» في اتجاه خان العسل التي تبعد 20 كلم غرب حلب «بهدف إحكام السيطرة على المنطقة». كما أعلنت «سانا» أن الجيش النظامي «سيطر نارياً على المدخل الجنوبي لمدينة حلب» بعد هجوم على مواقع فصائل المعارضة في منطقة الراشدين (المدخل الجنوبي الغربي لحلب). بالتزامن مع ذلك، أكد المرصد ووكالة «سانا» سيطرة الجيش النظامي على قرية عيشة التي تقع على بعد 60 كلم شرق مدينة حلب، في إطار توسيع نطاق الأمان حول مطار كويرس العسكري.