من الجوانب الإيجابية لدورة كأس الخليج السابعة عشرة.. اتساع رقعة المنافسة ووفرة الأهداف وطابع القوة والندية الذي غلب على كل مباريات المرحلتين الأولى والثانية في أول دورة يطبق فيها نظام المجموعتين. وفي خضم ذلك برز بشكل لافت المنتخب العماني الشقيق فارس البطولة الأول بنجاحه في تصدر «المجموعة الحديدية» كأول فريق يصعد للدور نصف النهائي وترك الأقوياء الثلاثة (العراق - قطر - الإمارات) تتصارع بحثاً عن البطاقة الثانية وذلك كنتيجة طبيعية لمنتخب أعد بطريقة صحيحة تحت اشراف مدرب خبير هو التشيكي (ميلان ماتشالا) الذي أمضى معه فترة إعداد طويلة لخليجي 17 واختار لاعبيه (بنفسه) فرداً فرداً. ومؤكداً أن نتائج عمان ستأتي سلبية لو تولى (ماتشالا) مهام الإشراف عليه قبل البطولة بأسبوعين وفوجئ ان أسماء لاعبي فريقه جرى اختيارها وارسالها للجنة المنظمة قبل مجيئه ولم يسعفه الوقت لخوض أكثر من تجربة واحدة لتكشف له قدرات لاعبيه وامكاناتهم الفنية!! وكانت ثمرة التخطيط العماني السليم ميلاد منتخب قوي أغلبه عناصر شابة يجبرك على احترامه بمستواه الرفيع وكفاح لاعبيه وجديتهم في الملعب فضلاً عن روحهم الوثابة وأدائهم القتالي اضافة الى انضباطهم بقلة اخطائهم وحصولهم على الانذارات بجانب احترام قرارات الحكم لاحساسهم الكامل بالمسؤولية تجاه وطنهم وجمهورهم في سعيهم لتحقيق هدفهم المنشود. فمثلاً شاهدنا في مباراة عمان الأخيرة أمام الإمارات المدافع العماني (حسن يوسف) يرتكب خطأً فادحاً نتج عنه هدف السبق للإمارات.. بيد أن (حسين يوسف) لم يستسلم لخيبة الأمل أو تأنيب الضمير.. وبثقة وإحساس بالمسؤولية أصر على مسح خطئه حين تقدم وأدرك التعادل قبل نهاية المباراة بربع ساعة.. وميزة الفريق العماني التي ينفرد بها عن بقية المنتخبات.. أنه الفريق الوحيد الذي يبحث عن هدف السبق ولا يركن للمحافظة عليه بل يمضي قدماً لتعزيزه لقناعة مدربه ان خير وسيلة للدفاع (الهجوم) في وقت نرى الفرق الأخرى تثق بهدف السبق وتطمئن الى النتيجة فتتقوقع في ملعبها وتخرج في النهاية خاسرة مثلما حدث لمنتخبنا في لقائه الأول أمام الكويت.لقد صنع المدرب (ماتشالا) - وهذه خطوة أكثر من رائعة تحسب لاتحاد الكرة العماني - منتخباً متكامل الصفوف لا يعتمد على لاعب معين وقادر على قلب النتيجة في أي لحظة وهو ماحدث وأكده (ماتشالا) بإخراجه هدافه (عماد الحوسني) فقلب النتيجة في وجه الإمارات يوم الاثنين الماضي وكشف بعضاً من اوراقه السرية - للكسب - فانتظروا المزيد من مفاجآت (فرقة ماتشالا) الخطيرة.. ولكل بطولة اهلها!!.