تحولت محافظة أحد المسارحة التي تبعد عن مدينة جازان إلى الجنوب الشرقي بحوالي 40 كلم إلى مدينة سياحية عصرية بما حظيت به من مشاهد التطور والنماء شأنها في ذلك شأن بقية المدن والقرى والتي شملتها مسيرة الخير المباركة التي عاشتها وتعيشها بلادنا الغالية في ظل القيادة الحكيمة وأصبحت شواهد التطور والنماء بمحافظة المسارحة مقصد الزائرين والمستمتعين بحزامها الرائع وحدائقها الجميلة ومزارعها الخضراء مما جعل منها واحدة من أجمل محافظات المنطقة ان لم تكن أجملها على الاطلاق خاصة في ظل الاهتمام المتزايد والرعاية المستمرة التي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بمحافظات المنطقة عبر جولاته التفقدية المختلفة وتوجيهاته المستمرة ببذل المزيد من الجهد لخدمة المواطنين. «الرياض» قامت بجولة على محافظة المسارحة ورصدت بالصورة العديد من مشاهد النهضة الحديثة والتطور المستمر في المجالات المختلفة. عروس وادي خلب وأنت في طريقك إلى محافظة أحد المسارحة عبر مدخلها الشمالي المتميز تشعر بروعة المكان وحسن استغلاله وتنظيمه عبر مجسم جمالي كبير يرمز إلى الاصالة والكرم وتنتشر على جوانبه المسطحات الخضراء التي تتوزع في أرجائها الورود بألوانها المختلفة إضافة إلى العديد من المجسمات الجمالية الأخرى التي تنتشر على طرق المحافظة ومداخلها الأخرى مع الاهتمام الكبير بزراعة النخيل حيث بلغ عدد النخيل المزروعة «300 نخلة» على طريق الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الدائري. وبلغت مساحة المسطحات الخضراء المنفذة «25,000م2» وقد تم تركيب ألعاب للأطفال وجلسات من أجل راحة المواطنين، حيث أصبحت هذه المسطحات الخضراء مقصد الجميع من أبناء المحافظة وخارجها حيث يقضون أوقاتهم وجلساتهم مستمتعين بجميع الخدمات. الكورنيش بعد غروب كل شمس يتحول الحزام أو كورنيش وادي خلب كما يسميه الأهالي والزائرون في جنوب محافظة أحد المسارحة إلى ملتقى للسامرين الذين جعلوا منه نقطة التقاء لجلساتهم الدائمة التي يتبادلون فيها أحاديثهم على بساط أخضر ممتد تحيط به مزارع وادي خلب الشهيرة بمنتوجاتها الزراعية المختلفة وقد ساهم كورنيش وادي خلب في اضفاء منظر جمالي بديع خاصة عندما تجري مياه الوادي أمام المتنزهين. سوق تاريخي وتراثي لقد أصبحت محافظة المسارحة بحكم موقعها مركزاً تجارياً هاماً يقصدها الكثير من رجال الأعمال والتجار وغيرهم لغرض تبادل المصالح والاستفادة من الحركة التجارية النشطة بها والقيام بتنفيذ بعض المقاولات الخاصة بالمواطنين أو المشاريع الحكومية ويوجد بالمحافظة العديد من المؤسسات التجارية ذات الأغراض المتنوعة ومن جهة الشرق يلمح الزائر المنشآت العملاقة لمصنع اسمنت المنطقة الجنوبية الذي ساهم بشكل كبير في تنشيط الحركة التجارية بالمنطقة وكما هو معلوم فإن مدينة أحد المسارحة تستقبل يوم الأحد من كل اسبوع الباعة والمشترين من مختلف أرجاء المنطقة في تجمع كبير خصصت له مساحة كبيرة من الأرض تسمى سوق الأحد وفق طراز معماري حديث خاصة وان سوق الأحد تعود شهرته وتاريخه إلى أكثر من 300 عام كما ذكر المؤرخ العقيلي. كما ان أهالي محافظة المسارحة متمسكون بتراثهم عبر حرصهم على تعلمه وتعليمه لأجيالهم حيث التقت «الرياض» في جولتها في قرى المحافظة وتحديداً في قرية «المنجارة» بالمواطن يحيى محسن فقيهي الذي اتخذ من زاوية في بيته مصنعاً يدوياً لانتاج الأواني الخشبية «الصحاف» التي تلقى رواجاً واقبالاً كبيراً من المشترين في سوق المسارحة كما يقول الفقيهي. ويتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك حيث ذكر الفقيهي ان اتقانه لمهنته في صناعة الأواني الخشبية ساهم في مشاركته في العديد من مهرجانات الجنادرية المختلفة ضمن الحرفيين والصناعات المختلفة بالمنطقة. مشاريع خيرية وتنتشر في محافظة المسارحة وقراها العديد من المشاريع الخيرية المختلفة لخدمة المواطنين ويأتي من أبرزها مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري الذي يتم تنفيذه حاليا شمال محافظة أحد بواقع إنشاء «50» وحدة إسكان خيري ولا شك ان هذه المشاريع ستساهم بشكل كبير في تطور ونماء المحافظة وتقديم العديد من الخدمات للمواطنين. آثار تاريخية وللباحثين وعشاق الآثار التاريخية بمحافظة المسارحة العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية ومن أشهرها «مهد الحصون»، و«مدينة الخصوف» التي تقع على عدوة وادي خلب من الجنوب كما ذكر ذلك الهمداني بقوله: «.. ثم وادي خلب وهو الذي يشرع على جانبيه الخصوف..» وقد ساهمت تلك الأماكن الأثرية في توافد العديد من الزوار والباحثين من أجل الاطلاع عليها ومشاهدتها واجراء البحوث الدراسية المختلفة حول هذه الأماكن الأثرية. محافظ المسارحة الجديد د. متعب بن مشعل محمد الشلهوب قام بجولة على محافظة المسارحة وقراها ولديه الكثير من الأفكار والطموحات لتنمية المحافظة وقراها في المجالات المختلفة.ويأمل أهالي المسارحة في إنشاء ناد رياضي لأبناء المحافظة وقراها يحمل اسم «نادي خلب الرياضي» حيث يبلغ سكان المحافظة أكثر من «117,550» نسمة كما يتجاوز عدد قراها «144» قرية وهجرة.