تزخر منطقة جازان بالكثير من الأهازيج الشعبية والفنون الجميلة والمعبرة التي يرددها الناس في كافة المناسبات الاجتماعية والشعبية مثل الافراح والختان والهود واستقبال الضيوف وكذا في مواسم الحصاد الزراعي والصيد وحتى توديع الحجاج، وترى كبار السن يهزجون ويرددون أحلى وأجمل اهازيجهم ورقصاتهم الشعبية وسط حماس الجميع ومشاركتهم الفعالة في ترديد تلك الأهازيج. ويسرنا عزيزي القارئ أن نختار لك نماذج رائعةوجميلة من تلك الأهازيج التي مازال كثير من أهل القرى والمناطق الجبلية والجزر البحرية كجزيرة فرسان يرددونها في مختلف المناسبات. ومنها أهازيج الصيادين الخاصة بهم التي يرددونها وسط البحر وأثناء قيامهم بعملية صيد السمك واللؤلؤ في البحر. ومن تلك الأهازيج البحرية هذه الأهزوجة التي يرددونها بصوت واحد: إن جيت ياغوص لقيت في البحر فانوس بالذهب مغطوس هذى عطية من الله وإن جيت بادي لقيت بوخد نادي جعده سوادي نازل من المشربية هذه عطية من الله وإذا بدأت الرياح الجنوبية تهب عليهم وهم وسط الأمواج العاتية تذكر الصيادون أيامهم الجميلة في مرحلة يسميها الشاعر والأديب الأستاذ إبراهيم مفتاح «مرحلة التبتل الشعري الممزوج بروحانية الإيمان العميق» وتقول الأهزوجة: شوقتني ياهبوب اللزبيبْ للحج والبيت والمدينة قبر النبي يا سعد منهو زاره يا رجل ارجلي ولا تملي إلى بلدة سكن فيها نبينا محمد مسكنه في أرض طيبة من أرض الهند أجُولُه زايرينا وبعد أن تغرب الشمس يتجه الصيادون إلى الشاطئ حاملين معهم خيرات البحر من اسماك متنوعة ولؤلؤ ومرجان مستعدين ليوم جديد ومع ساعات الصباح الباكر يتجه البحارون والصيادون إلى سنابكهم الشراعية وهم مستبشرون متفائلون برزق وفير داعين الله ان يعيدهم سالمين غانمين إلى أهلهم وذويهم فيرددون هذه الأهزوجة التي تجيش بنضحات الإيمان العميق.. إيلي.. يا طالبين الله إيلي يا طالبين يا مولاي.. على الله طالبين الله يا مولاي يا الله صباح الخير أول صلاتي على النبي رزقك على الله ياطير يا الله صباح الخير يا ربنا يا رب رزقك على الله ياطير يا الله صباح الخير يا رازق الإنسان رزقك على الله يا طير يا الله صباح الخير. يا ربنا الله من كل باب خير رزقك على الله يا طير وإذا ما وصل البحارة إلى قاعة المحار أنشدوا هذه الأهزوجة العذبة بَرقَ ما برق بَرقَ مع الطير بَرقَ بَرقَ شَمّ عُرْفْ المَرقْ يليْح ما مع الطير يليح يليح شمْ عَرْف المليحْ وفي المنتديات والليالي المقمرة يحلو السمر والمزاح والترفيه البريء بين الاصدقاء والخلاف ولا يخلو الأمر من بعض الأهازيج الفكاهية التي يقضون بها وقتهم ويستعينون بها على ظروفهم من باب التسلية والمرح ومنها هذه الأهزوجة الفكاهية للشاعر المرحوم زين صيقل أحد الشعراء الشعبيين البارزين في جزيرة فرسان والتي اوردها الباحث والشاعر المعروف الأستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه الشهير فرسان الإنسان والشعر والتاريخ. تقول الأهزوجة والتي يصف فيها الشاعر قصة الفار الذي سرق كوفيته المصنوعة من القطن والمسمى باللهجة الشعبية الدارجة «الطاقية». لا بتي نبّه عليَّ قمم شايبْ وقلّي قم وابني لي النشايد وافصح اقوالك وقول قلتْ له فيمنْ تشا أبني لك واعتيّ قال في مخلوق يشبه مثل جني والله يخلق ما يشا يا عَضَل يا لص كم هذي الأذية شلّ كوفيتي وبعثرها عليه ما تلايم شكها وحي الصفل - يبغى جواز العيضيلة