تحتفل جزيرة فرسان كل عام بموسم صيد الحريد وهو أحد أنواع الأسماك الشهيرة التي تشتهر بها الجزيرة ولذلك الاحتفال طقوس خاصة وعادات وتقاليد سنوية تمتاز بالحضور الجماهيري الكثيف وبالأزياء الشعبية التي يتميز بها الصيادون في الجزيرة.. ويسر «الخزامى» ان تستعرض بعض الأهازيج الشعبية الجميلة التي ترافق صيد الحريد وقد ذكرها الشاعر والمؤلف والأديب الأستاذ ابراهيم عبدالله مفتاح في كتابه المسمى "فرسان الناس والبحر والتاريخ". وعادة ما يستعد الصيادون في فرسان لموسم صيد الحريد في بداية الشهر القمري الذي سيظهر فيه سمك الحريد وكان الشباب قديماً يعتنون كثيراً بتربية الجمال التي يركبونها للذهاب الى موقع الحريد لحضور الاحتفالية الشعبية التي تقام بهذه المناسبة وتبدأ المسيرة التي يشارك فيها جميع ابناء فرسان من الشباب والصبيان والرجال بعد صلاة الفجر حتى يصلوا الى موقع ظهور سمك الحريد قبل طلوع الشمس ثم ينتظرون ظهور سمك الحريد ناشرين شباكهم في وسط البحر وسط مظاهر الفرح والحبور بخروج الحريد الذي يسمونه "السواد" نظراً الى اللون الغالب على هذا النوع من السمك والذي يعتبر ألذ وأفضل انواع السمك الذي تشتهر به الجزيرة الحالمة وبعد ان ينشر الصيادون شباكهم في البحر ينتظرون خروج الحريد بكمية كبيرة ووفيرة ثم يبدأ الجميع في الاستعداد للهجوم على السمك مع مجموعات هائلة وكثيفة من المتفرجين وقد يجمع البعض سمك الحريد في ملابسه أو أكياس أو زنابيل مصنوعة من الخصف أو الطفي المستخرج من جذوع النخل أما الأكياس التي يجمع فيها الحريد فيتم صناعتها من عيدان شجر النبع الذي يسهل بواسطتها صيد اكبر كمية ممكنة من سمك الحريد. ومن الأهازيج الشعبية الجميلة التي ترافق موسم صيد سمك الحريد هذه الأهزوجة والتي تتميز كلماتها بالسهولة في الأداء والغناء مما يسهل حفظها تقول الأهزوجة: بو أحمد يقول ذي السنة وقته عجل ح الكف يا مهركل الوجه مثل القمر وسط المحفل زان الطرف لا تكحل يعيق واللي يجي قباله يخجل على الهون يا محجل وآخر يقول.. قال المغنى الحريد وقته جاني يازين هات لي المعاني حسبت له ذا الشهر وقالوا الثاني وحي الغيد قد شجاني ياالله عليك يا حريد لا تنساني يكفيني اللي أعاني وهذه أهزوجة أخرى شعبية رائعة من اهازيج صيد الحريد للشاعر محمد حسن محبوب بعنوان "قمرية" وفيها يناجي الشاعر الشعبي قمريته ومحبوبته في موسم الحريد ونختار مقطوعة من أجمل ما قال الشاعر تقول الأهزوجة: قال المغنى سمعت ضاح القمري صحاني الصباح بدري قلي أنا ما أنام لو كان تدري لنّك ما تنام مثلي شليت ليلى طوال حتى الفجر بعد الضجر قل صبري أجيت أقلك وأشاك تقبل عذري إلا الوقت ما سمح لي راجع لذيك الغصون شاغر دلي وأنا فوق مرتفع لي ويقول شاعر آخر مخاطباً الحريد على تأخره في الخروج صباحاً قال المغنى الحريد يوم ست عشر لمه في الخروج تأخر وأنا على موعدك ليالي أسهر وأجي صبيحته وفيشر قضيت يومين لك فوق المحجر وبحرك يروح ويكبر خليت غيري عليك يقوم يتأمر ويخاصم كثير ويحمر