الأيام الخوالي الماضية التي كنا نمارس فيها كرة القدم بدون أدنى شيء من المال، سأل مقدم أحد البرامج الرياضية ذلك اللاعب القديم قال له عندما سجلت في النادي كم المبلغ الذي استلمته أجاب بسرعة قلي كم دفعت إذا أثبت وجودك صرف لك رئيس النادي حذاء يصنعه بعض المختصين من الأخوة السودانيين منهم أبو اللول والمدعو فلو وعبدالوهاب مندبه قيمة الحذاء 30 ريالاً فقط أما الشورت وتوابعه فهو على حسابك كان هذا في الأعوام 77/1378ه وبعض رؤساء الأندية لا يملك 50 ألف ريال في ذلك الوقت كل على قدر حاله والحال مستورة سلاحنا هو عنصر الاخلاص وحب شعار النادي. في عام 1380ه جلبنا محمد القثمي الملقب بالوصلة عليه رحمة الله وخلصنا معه بألفي ريال وسكن لينتقل لنادي الأهلي بالرياض "الرياض حالياً" وتم استئجار شقة في عمائر البلدية التي في الصفاة بألف وثلاثمائة ريال سنوياً جمعناها من بعض اللاعبين الذين هم على وظائف حكومية مع ما قدمته الإدارة وفي عام 1381ه رجع إلى أهلي جدة ولعب أمامنا على نهائي كأس الملك عام 1382ه وفاز أهلي جدة بهدف واحد سجله الكلجة في الشوط الأول من الوقت الإضافي، تلك الأيام في الذاكرة بحلوها ومرها مع صفاء القلوب والود السائد بين الجميع والممارسة الرياضية النظيفة وساحتها الخالية من الجدلية والمشاحنات الخارجة عن الأطر الرياضية. اليوم وللأسف أصبحت بعض الملاعب ساحات للقتال وتشبع اللاعب من امتلاك الأرقام المالية التي قد لا تصدق في قفزة مجنونة ليست مدروسة معها قفز بعض اللاعبين على اللوائح والأنظمة الداخلية لمعسكر المنتخب ومارسوا كل الخروقات وصلت إلى الخروج من المعسكر والتأخر عن الالتحاق كما فعل نايف هزازي وباخشوين وسالم الدوسري وقبلهم وجوه كثيرة مارست الخروج عن النص في مشاهد يندى لها الجبين وبصورة تحكي عدم الولاء للوطن غير آبهين بكل العقوبات لأنهم ملكوا المال الكافي ولم تعد تهمهم العقوبات لأن لديهم الاكتفاء المالي. الدكتور عبدالرزاق أبو داود في دورة الخليج التي أقيمت في العراق تعرض لإصابة في رأسه وسال الدم منه ورفض الخروج من الملعب مصراً على إكمال المباراة هكذا هو الاخلاص الذي يحتاجه بعض اللاعبين في هذا الزمن الذي جير الاخلاص للنفس وللنادي أما منتخب البلاد فشيء ثانوي، هذا هو واقع بعض اللاعبين وأعتقد أن العقوبة سوف تكون رادعة إن شاء الله . *أستاذ محاضر في قانون كرة القدم