كيف يحترم أصحاب النجاح الزائف أنفسهم؟! كيف يشعرون بالسعادة وهم الناجحون على أكتاف الآخرين؟! كيف يصدقون كذبهم ويعيشون تلك الكذبة كحقيقة ملموسة ينطلقون منها لممارسة حياتهم اليومية؟! والأعجب من كل هذا تماديهم في الحديث عن مجد لم يصنعوه، وجهد لم يبذلوه وآلاف من الروايات التي تدينهم أكثر مما تشهد لهم! بل ويتسابقون لمعاودة الكرة كلما سنحت لهم الفرصة في ميادين أخرى ليضيفوا مزيداً من النجاحات الكاذبة!!! والمشكلة أن تسابق أمثال هؤلاء عادة ما يدفع ثمنه الآخرون ممن حولهم! تلك القيادة الورقية التي لا تقوم على مثل أو أخلاق أو ضمير. الصدق من أسمى الصفات الإنسانية التي تفتح أبواب الحياة الكريمة للفرد مهما كان موقعه الاجتماعي والعملي وتجبر المحيطين به على احترامه والوثوق به لأن تعاملاته لا يخالطها إلا صدق النوايا وكلما حقق أصحاب هذه الفضيلة نجاحاً أو تقدماً كلما زادهم ذلك صدقاً وإخلاصاً للمزيد من العطاء ولا يشغلهم حب الظهور أو الحديث عن هذه النجاحات أو تلك. لقد كنا في السابق نادراً ما نسمع عن شهادات علمية مزورة، وعن كتاب منسوب لغير مؤلفه، وعن مسؤول لا يعمل إلا من خلال مساعدة و... و... أما اليوم في زمن الغرباء وانقلاب المعايير فنادراً ما نجد الصدق في كل شيء. لأمثال هؤلاء نقول إن الحياة أسمى من أن تراق في لهث مضن عن الشهرة والمناصب والنجاحات الكاذبة ومهما امتدت مساحات الكذب فإنها إلى زوال لأنها نجاحات أوهن من بيت العنكبوت. الصدق نقطة بيضاء في قلب المؤمن تهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، بينما الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار. ص. ب 25513 - الرياض 11476 [email protected]