يعد سرطان القولون والمستقيم في المرتبة الثانية لأكثر أنواع السرطانات شيوعاً في المملكة العربية السعودية، حيث يحتل المركز الأول لدى الرجال والمرتبة الثالثة لدى النساء، والسبب الرئيسي لعدم التحدث عن هذا الموضوع الهام هو أن أغلبية الناس لا يحبون مشاركة الآخرين في التحدث عن عادات الإخراج لديهم، وفي الوقت الحالي لا يوجد برنامج للفحص المبكر داخل المملكة، ومع حلول الوقت الذي قد يلاحظ فيه المرء أعراض سرطان القولون والمستقيم يكون السرطان قد وصل مرحلة متقدمة، وقد تشمل أعراض سرطان القولون والمستقيم: - وجود دم في البراز. - تغير في عادات التبرز. - آلام في البطن. - فقدان الوزن بدون سبب. إذا تم العثور على السرطان في القولون، فعلى الأرجح أن المريض لا يحتاج لعمل مفاغرة إلا نادرا، لا سيما إذا ما اكتشف السرطان في مرحلة مبكرة، أما إذا كان السرطان في مرحلة متقدمة فقد يحتاج للمفاغرة لإتاحة الفرصة للجزء المستأصل من الأمعاء أو المستقيم للالتئام جيداً بعد العملية الجراحية، المفاغرة المعوية فتحة تنشأ جراحياً من أمعاء المريض حيث يتم سحب جزء من الأمعاء للخارج وتثبيته على سطح جدار البطن وذلك لتحويل مجرى البراز أو البول، والذي يتجمع في كيس يلتصق بجدار البطن. سرطان القولون والمستقيم ليس السبب الوحيد الذي يستدعي عمل مفاغرة معوية، فقد يحتاجها أيضاً الأشخاص الذين يعانون من مرض الكرونز أو التهاب القولون التقرحي والذي يعرف بمرض التهاب القولون، وقد يكون عمل المفاغرة ضرورياً عند وجود التهابات حادة وآلام نتيجة فشل العلاج الطبي لمرض التهاب القولون، وهناك أسباب أخرى نادرة تتضمن سرطان المثانة، حوادث، عيوب خلقية، مرض نتوءات جدار القولون أو وجود ثقب أو انسداد في الأمعاء، في معظم الحالات تكون المفاغرة موقتة وأحياناً تكون مفاغرة دائمة وذلك، يعتمد على تشخيصك المرضي. وحين يتم إخبار المريض من قبل طبيبه المعالج، بأنه يحتاج إلى عمل مفاغرة كجزء من العلاج، سيشعر بالصدمة والخوف والخجل والاشمئزاز وذلك طبيعي، فالمخاوف الرئيسية من عمل المفاغرة: - الرائحة وصوت الغازات الصادر من المفاغرة. - أن يكون كيس المفاغرة ظاهراً من خلال الملابس. - حدوث تسريب. - معرفة الناس بوجود مفاغرة، مما يؤدي إلى الرفض الاجتماعي والعزلة. - رفض من الزوج أو الأسرة. - تغير شكل الجسم، حيث يشعر بأنه أقل جاذبية بسبب وجود المفاغرة - تغيير في أسلوب الحياة اليومية وذلك يتضمن العمل والأنشطة الأخرى. - العلاقة الحميمية بين الزوجين بعد عملية المفاغرة فإن الضغط العاطفي والآثار النفسية تختلف من شخص لآخر، فقد يتكيف البعض سريعاً بينما يستغرق البعض شهوراً، وعدد قليل جداً لا يتقبل وجود المفاغرة، وكما نعلم أن الأشخاص الذين لديهم مفاغرة يتكيفون بسهولة أكثر عندما يحظون بدعم ذويهم وأخصائية العناية بالمفاغرة، وبعد تخطي المرحلة الأولى من التكيف فإن معظم ذوي المفاغرة قادرون على عيش حياة طبيعية جداً تتضمن السفر والعمل والذهاب إلى المدرسة والتواصل الاجتماعي واستعادة العلاقة الحميمية وإنجاب الأطفال، والبعض الآخر يعيش حياة مليئة بالإثارة والمغامرة مثل القفز من الطائرة وتسلق الجبال. هناك بعض التغيرات في أسلوب الحياة، والتي ينصح بها الجراح بعد العملية، والتي تهدف إلى الحفاظ على صحة المريض وتجنب حدوث أي مضاعفات مع المفاغرة المعوية منها: - عند الكحة أو الضحك أو العطس أو البكاء أو ارتجاع المعدة، فعلى المريض أن يقوم بالضغط على المفاغرة مسخدماً كف يده. - عليه تجنب حمل أو شد أو دفع الأشياء الثقيلة. - في حالة كانت المفاغرة تؤثر على قدرة المريض في أداء الصلاة يمكنه الصلاة في وضع الجلوس على كرسي بعد التشاور مع طبيبه واستفتاء ذوي الاختصاص من رجال الدين. هذه التغيرات تساعد في الحد من زيادة الضغط داخل البطن وتمنع من حدوث فتق أو تدلي الأمعاء لخارج البطن. لمساعدة ذوي المفاغرة في التكيف مع المفاغرة، لدينا في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ممرضة سريرية مختصة (أخصائية العناية بالمفاغرة) للاستشارة وتثقيف ودعم المرضى خلال فترة العلاج، للأسف ليس كل من لديه مفاغرة يتم دعمه من قبل أخصائية العناية بالمفاغرة حيث يوجد 14 أخصائية معتمدة للعناية بالمفاغرة في المملكة ونحن نعمل على تحسين الوضع من خلال برنامج تعليمي يعطي دبلوما لأخصائيات العناية بالمفاغرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث- الرياض، وهذا الدبلوم معترف به على الصعيد الوطني والدولي. للتكيف مع المفاغرة فيجب على المريض ألا يخفي مشاعره، ومن المهم أن يتحدث عن شعوره مع صديق أو أحد أفراد أسرته أو أخصائية العناية بالمفاغرة، وعليه أن يكون واثقاً من أن لا أحد يمكنه ملاحظة كيس المفاغرة، وأن يحاول أن يفكر بشكل إيجابي، فوجود المفاغرة يعني أنه لم يعد يعاني من السرطان أو أعراض مرض التهاب الأمعاء، وننصح بالانضمام إلى الجمعية السعودية لذوي المفاغرة المعوية، وأن يتعرف على بعض من ذوي المفاغرة والذين لديهم حالات مشابهة، وعليه تشجيع أفراد عائلته على الفحص المبكر، وأن يخبر الناس بقصته، ونحن هنا نقوم بإعداد النشرة الدورية للمفاغرة المعوية مرتين في السنة وتحتوي على معلومات وخبرات ذوي المفاغرة الآخرين، وتهدف إلى تطمين مريض المفاغرة بأنه ليس وحيداً. ونهدف لدفع الناس للحديث عن مشاكلهم مع الأمعاء والمفاغرة، وذلك لتعزيز الوعي بين أخصائيي الرعاية الصحية وذوي المفاغرة والجمهور، وندعو من لديه مفاغرة ولم يتم تعليمه على كيفية العناية بها أو يشعر أنه ليس لديه شخص يتحدث معه، لحضور فعاليات اليوم التوعوي للمفاغرة المعوية والتحدث إلى المختصين وذوي مفاغرة آخرين في بيئة مناسبة. * وحدة العناية بالمفاغرة لويز رافيرتي *