إن ما يسمى بمرض لحيمات القولون العائلي، هو مرض وراثي يصيب الجهاز الهضمي وبالأخص القولون والمستقيم، حيث تتكون فيهما المئات أو الآلاف من الزوائد اللحمية والتي يمكن أن تتحول إلى أورام سرطانية إذا لم يقدم العلاج مبكرا، وتحدث هذه الزوائد نتيجة طفرة في الجين APC والذي يرثه المريض عن أحد والديه في 70% من الحالات أما ال30% الباقية من المصابين فتكون الطفرة قد حدثت لديهم أنفسهم ولم يرثوها عن أحد الوالدين. تتكون اللحيمات في الجدار المخاطي للقولون أو المستقيم بعد حدوث الطفرة الجينية في خلاياه، وتبدأ هذه اللحيمات عادة في التكون في سن المراهقة، وتنمو وتتكاثر بعدها حتى تصل إلى مايزيد على 100 زائدة لحمية وإذا لم يتم الفحص مبكرا فإنها تتطور لتصبح أوراما سرطانية في المستقبل. اللحيمات العائلية والفحص المبكر إن الفحص بالمنظار هو الأسلوب الأكثر شيوعا واستخداما للفحص المبكر لهذه الزوائد اللحمية، أما بالنسبة للأفراد الذين لديهم التاريخ المرضي العائلي للجين (APC ) فيجب فحصهم بدءا من سن 12 سنة من العمر، وإذا وصل عمر الفرد إلى 25 سنة ولم تكن لديه أية من هذه الزوائد اللحيمية فتكون فرصة إصابته بهذا المرض معدومة. وحديثا يتم التأكد من إصابة المرء بالمرض من عدمه من خلال فحص جينات المرء والبحث فيها عن الطفرة الجينية المسببة للمرض وهذا الفحص متوفر لدى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. إن الجراحة هي السبيل الوحيد للشفاء من المرض، فاستئصال القولون والمستقيم يحول دون تطور المرض إلى سرطان، ويتفاوت نوع العملية الجراحية وتوقيتها بين الأفراد المصابين تبعا لما يراه فريق الجراحة، فهو وحده الذي يقرر ماهي العملية المناسبة لكل فرد. أنواع العمليات الجراحية 1- عملية إزالة القولون بأكمله وتوصيل نهاية الأمعاء الدقيقة بأعلى المستقيم: في هذا النوع من العمليات يتم إزالة القولون بأكمله مع المحافظة على المستقيم أو جزء منه فتربط وتثبت الأمعاء الدقيقة بالجزء العلوي من المستقيم، وتتميز هذه العملية بأنها أقل تعقيدا، ومع ذلك قد يحتاج المريض أحيانا إلى أدوية مضادة للإسهال وهذه العملية ينصح بها للمرضى ذوي الزوائد اللحمية القليلة في المستقيم، وينصح في هذه الحالة المتابعة والمراقبة المتكررة للمستقيم وهي ليست بالخيار المناسب لمن ليس لديه استعدادا للمتابعة وفحص المستقيم بالمنظار طوال حياته. 2- عملية استئصال القولون والمستقيم: وهذا النوع من العمليات يتم فيه استئصال القولون والمستقيم بأكمله ويستحدث مستقيم صناعي أو خزان جديد للبراز يتم تشكيله من الجزء السفلي للأمعاء الدقيقة، ويوصل هذا الخزان بفتحة الشرج مباشرة لتتدفق حركة البراز بطريقة طبيعية. كما يتم عمل مفاغرة معوية مؤقتة لتحويل مجرى البراز عن الخزان الجديد حتى يلتحم، وبعد (12) أسبوعا يتم إغلاق كيس المفاغرة من خلال عملية جراحية أقل تعقيدا من الجراحة السابقة. واللافت للنظر أن هذا النوع من العمليات ينصح به للمرضى ذوي الزوائد اللحمية الموجودة بكثرة في المستقيم أو في حالة المريض الذي لا يستطيع إجراء فحص المنظار للمستقيم بشكل متكرر. 3- عملية استئصال كل من القولون والمستقيم وفتحة الشرج معا: وفي هذا النوع من العمليات يتم استئصال كل من القولون والمستقيم وفتحة الشرج معا، حيث يتم توصيل نهاية الأمعاء بجدار البطن مع عمل كيس مفاغرة دائم (مفاغرة المعي الدقيق)، في هذه الحالة تكون طبيعة البراز اقرب إلى السائل أو في كثافة معجون الأسنان ، ويتجمع البراز في داخل كيس المفاغرة المثبت بإحكام بجدار البطن ويمكنك التخلص من الكيس واستبداله بشكل آمن. و يعيش كثير من الأفراد بعد هذا النوع من العمليات وبوجود كيس مفاغرة دائم حياة طبيعية ، ولحسن الحظ، قلة من المرضى تحتاج إلى هذا النوع من العمليات اليوم. التكيف بعد العملية جراحية من المعروف أن التكيف بعد العمليات الجراحية الكبرى يحتاج إلى عدة أسابيع، أما التكيف مع أكياس المفاغرة، فيتطلب المساعدة المتخصصة والتثقيف الصحي المناسب لها والذي توفره أخصائية العناية بالمفاغرة. عملية التكيف هذه تتم تدريجيا على مدى فترة من الزمن، وبالمساعدة والتفاؤل والسلوك الإيجابي يستطيع المرء أن يزاول حياته بصورة طبيعية. كن واقعياً وأمنح نفسك الوقت اللازم للتكيف. وأخيراً لاننسى الإشارة إلى أهمية الفحص السنوي بمنظار القولون للمصابين بمرض اللحيمات العائلي. * وحدة العناية بالقولون والمستقيم