بعد مرور 40 عاما على مزاولة مهنة يبرز فيها الحس الإنساني، تشهد جدة غدا تكريم أقدم 5 ممرضات على مستوى المملكة عملن في خدمة القطاع الصحي. وتحتفل "صحة العاصمة المقدمة" باليوم الخليجي للممرضة في مستشفى الملك فهد بجدة غدا حيث سيتم تكريم الممرضات وهن: ثريا محمد سفر، وميمونة البيشي ورويدا النجار ونجاة الحاوي وجوهرة الزهراني. وذكرت مديرة إدارة التمريض بصحة جدة إيمان بادخن أن قطاع التمريض السعودي نهض في الآونة الأخيرة وأن الإدارة حرصت على تكريم الممرضات ردا لبعض جميلهن في مسيرة العمل المميز الذي أنجزنه. وأضافت أن الممرضات قبل عشرات الأعوام عانين ضعف الإمكانيات والرواتب والحوافر ومع هذا استطعن بجدارة اللحاق بركب التطور وأبرزن صورة مشرقة للمرأة السعودية. وأكدت أن هناك ما يقارب 5 آلاف ممرض وممرضة يعملون في مستشفيات جدة الحكومية تمثل نسبة السعوديين منهم 49%. وعن ممارستها مهنة التمريض، سردت الممرضة ثريا محمد سفر قصتها مع هذه المهنة قائلة "تخرجت عام 1393 ه ولم تكن مهنة التمريض مقبولة لدى المجتمع السعودي آنذاك، لكني تجاوزت الانتقادات وتم تعييني بعد التخرج من معهد التمريض بجدة وتلقينا دراستنا على يد معلمات مصريات وفور تخرج الدفعة البالغ عددها 19 فتاة تخلفت 10 ووظفت 7 خريجات في مستشفى باب شريف". وأضافت أنها عينت وبعض زميلاتها في مستشفى الملك سعود وكان أول مرتب تتقاضاه يبلغ 375 ريالا، ثم ارتفع المرتب ليصل إلى 700 ريال. وعن الانتقادات التي تعرضت لها، قالت ثريا "أنحدر من عائلة محافظة وكنت اتخذ من زوجي ناصحا لي، وهو من جعلني أتخطى كل صعوبات العمل وساعاته الطويلة، وأتذكر أننا كنا في ذلك الوقت نغلي الماء لنعقم وننظف الأدوات الطبية المستخدمة كالإبر والمقصات وغيرها". وعن أغرب مواقف تعرضت لها قالت: كثيرا ما سمعنا ألفاظا غير لائقة، وكان البعض يتساءل "أنت سعودية..غير معقول؟". وبعضهم يقول "أنت ممرضة؟ إنها مهنة غير شريفة". وتؤكد أنه خلال 40 عاما من العمل الشاق، كرمت أكثر من 130 مرة. لم تكن رواية ثريا أقل إثارة من قصة ميمونة البيشي التي تخرجت ضمن الدفعة الثالثة لمعهد التمريض بجدة في عام 1387ه، ومن ثم عينت في مستشفى الأطفال والولادة. تقول ميمونة "أوقات العمل كانت تستمر لساعات طويلة وكنت أحيانا أعمل كقابلة في المنازل فأقوم بتوليد النساء في منازلهن". وتذكرأن أطرف المواقف التي تعرضت لها في عملها أنها كانت حاملا بطفلها الأول وما أن انتهت من توليد سيدة في حي المجاهدين حتى شعرت بأوجاع الولادة فوضعت طفلها الأول بعد ساعة من انتهائها من توليد السيدة". وعن وضع ممرضات اليوم قالت ميمونة إن الممرضات الآن أفضل حالا، فكانت الترقيات قليلة وأيضا الإجازات من العمل. وقالت أيضا إن ابنتها الكبرى امتهنت التمريض وهي تعمل حاليا ممرضة في أحد مستشفيات جدة. ورغم تكريم إدارة صحة جدة للممرضات القديمات، إلا أن مستشارة إدارة التمريض الدكتورة صباح أبو زنادة انتقدت وضع التمريض الحالي في المملكة، وقالت "مازال قطاع التمريض النسائي يعاني وحتى الآن لم نشهد أي تعديل للسلم الوظيفي لبعض الكفاءات ولم تبرز الممرضة السعودية على مستوى القيادات فهي لم ترتق لوكيل وزارة أو مديرة شؤون صحية أوأمينة أو حتى مساعدة". وأوضحت أن قطاع التمريض ينقصه نقلة نوعية بإنشاء "مجلس سعودي خاص بقطاع التمريض" يمثل صوت قطاع التمريض، مشيرة إلى أن عدد العاملين في قطاع التمريض 110 آلاف ممرض وممرضة تبلغ نسبة السعوديين منهم 30% فقط وهذا يدعونا للتسارع في وضع أسس وحلول جذرية حيث لا توجد خطة استراتيجية لسعودة هذا القطاع الحيوي، وهذا يدعونا إلى المطالبة بتنظيم قطاع خاص بالتمريض ووضعه تحت منصة علمية لها معايير طبية عالمية والارتقاء به لدرجة البكالوريوس. وقالت "يحتاج التمريض السعودي لبرامج ابتعاث وتدريب".