عقد الأمين العام لمنظمة الدول الإسلامية صباح أمس مؤتمراً صحافياً يسبق اجتماع وزراء الخارجية وقمة المنظمة للدول الإسلامية. حيث استهل البروفيسور اكمل الدين احسان اوغلو، المؤتمر بالتذكير بأن القمة تأتي بعد أن دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الكلمة التي توجّه بها إلى حجاج بيت الله الحرام في حج العام الماضي حيث ذكر أن هذه الدعوة غير مسبوقة كون مؤتمرات القمة الاستثنائية التي تمت من قبل ذات مادة واحدة ولسبب واحد ولمسألة سياسية عارضة.. أما هذه المرة والتي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين إنما هي لأمر الأمة الإسلامية وهمها ولتدارس أحوال المسلمين وما وصلوا إليه من مشكلات لكي يبحثوا سوياً في طريق للخروج من الأزمة التي نعيشها والتي أحكمت حلقاتها وكان من غير المسبوق في دعوة خادم الحرمين الشريفين أنه دعا ولأول مرة في تاريخ منظمة المؤتمر الإسلامي عقد ندوة للعلماء والمفكرين لكي ينظروا ويتدارسوا المشكلات التي يعيشها المؤتمر الإسلامي والتي سبق أن أشار إليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه الشهير في القمة العاشرة التي عقدت تحت ثلاثة عناوين: الخلل الفكري، الخلل السياسي، الخلل الاقتصادي. حيث ذكر معالي الأمين العام في خطابه الذي ألقاه أن الظروف السياسية التي تتسم بالتشتت والإحباط للأمة الإسلامية وتوسيع بؤر التوتر في الأمة وظاهرة التطرف وتشويه صورة الإسلام من الداخل ومن الخارج وربط ذلك بالإرهاب وما نتج عن ذلك من بروز ظاهرة كراهية الإسلام وأصبح في هذه الأيام الحديث عن تصادم الحضارات وصراعها حديثاً مقلقاً وأصبح التوتر بين أتباع الأديان مصدراً من مصادر مشكلات الأمة الإسلامية في حين أن ديننا الإسلامي يدعو إلى التسامح ويدعو إلى التفتح على الآخرين ولعله أول دين قام بذلك في فكره وفي عقيدته وفي تطبيقاته التاريخية، وقال أيضاً إن هذه القمة تنعقد في ظروف اقتصادية واجتماعية عسيرة إذ ان العالم الإسلامي يضم أكبر عدد من الدول الأشد فقراً في العالم وأشدها تخلفاً كما يعيش كثير من دولنا ظاهرة البطالة بالاضافة إلى الأمراض وتراجع في مستوى الأمة وفي ظل هذه الظروف الصعبة نأتي هذه القمة ببارقة أمل لأنها تعبِّر عن قناعة القادة في الدول الإسلامية وما تحمله من مخاطر على أمتنا وضرورة المواجهة للتحديات المفروضة في كافة المجالات. كما أثار الأمين العام أن وقت المرحلة انعكس على مستوى الحضور في القمة وأن المنظمة أعدت تقريرا حول الندوة العلمية التي عقدت والتي ناقشت ثلاثة مجالات هي: المجال السياسي والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، بالإضافة إلى نقاش في المجال الفكري والديني. وحول ندوة مكة العلمية التي دعا إليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز أنها خرجت بتوصيات وأفكار هامة جداً صاغت هذه الأفكار .. طرحتها المنظمة في تقرير يقدم اليوم للسادة الوزراء بعنوان «الأمة الإسلامية نظرة جديدة للتضامن في العمل» وذلك لما تراه الأمانة العامة أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة جديدة وأن التضامن الرسمي لا بد أن يكون من خلال أساليب جديدة للعمل ويكون عمل المنظمة تحقيق التضامن من أجل التقدم ومن أجل التخلص من التخلف الاقتصادي والاجتماعي والذي يتبعه تطرف فكري أو تخلف فكري حتى لا تصبح عالة على العالم. كما ذكر الأمين العام أن من هذا التقرير حددت الخطة العشرية والتي تترجم كل هذه الأفكار لتكون برامج محددة. فيما شكر البروفيسور أوغلي المملكة العربية السعودية على ما قدمته من بناء مقر للمنظمة على مساحة تقدر بأربعين ألف متر مربع لإقامة مبنى المقر حيث سيزيح خادم الحرمين الشريفين يوم الأربعاء المقبل الستار عن حجر الأساس لإنشاء المقر ويتزامن مع ذلك انطلاق مسابقة عالمية لتصميم المقر. كما ذكر الأمين العام أن الميثاق تمت الموافقة على دراسة تعديله وتغييره في المؤتمر الإسلامي الثاني والثلاثين لوزراء الخارجية الذي عقد بصنعاء وانتهى ونفتح الباب وسيتم البدء بعد القمة بإعداد الدراسة المطلوبة وتقديم المقترحات وتقديمها لرؤساء الدول وحول قضايا القضاء على الفقر تم إدراج أهداف أساسية للقضاء عليه ضمن الخطة العشرية سيتم بلورتها عند اقرارها من رؤساء الدول الإسلامية وحينها سيمكن للدول الإسلامية أن تترجم من خلال التعاون مع الأمانة العامة هذه الأهداف إلى برامج محددة وإلى مشاريع تطبيقية.