يحتضن قصر المؤتمرات بجدة اليوم وزراء الخارجية 57 دولة إسلامية في اجتماع تحضيري للقمة الاستثنائية التي تعقد يوم غد الأربعاء بجوار بيت الله الحرام بمكةالمكرمة ويرأس الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل والذي من المتوقع أن يستعرض عدداً من المواضيع المجدولة على طاولة القمة ومنها المصادقة على الخطة العشرية التي قدمتها منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك (بلاغ مكة) الذي تقدمه المملكة كورقة سوف تعرض على قادة الدول الإسلامية والتي تشمل عدداً من المواضع والقضايا التي تهم العالم الإسلامي، ومن المتوقع أن يصل الوزراء الى الصياغة النهائية لبيان مكة الذي سيخرج عن القمة، إضافة الى النظر في مقترح الصندوق الذي دعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي ويتبناها البنك الإسلامي للتنمية والمختص بالكوارث الإنسانية والفقر في العالم الإسلامي. كما سيحدد صيغة مرفقة بالبيان لاطلاعها على القادة حول لجنة متابعة التوصيات الصادرة بالبيان الختامي والمكونة من (التروكيا) وأمانة منظمة المؤتمر ودولة المقر. ويأتي هذا الاجتماع بعد مباحثات أجرها كبار المسؤولين و العلماء لإبداء الرؤى حول وضع الأمة بالإضافة الى الاجتماعين التحضيريين لسفراء الدول الإسلامية اللذين عقدا في الرياضوجدة .هذه الاجتماعات والتجهيزات تأتي وسط تأكيد سعودي رسمي على جاهزية الاستعدادات لانطلاق القمة وتفاؤل كبير من قبل المسؤولين وممثلي الدول عن كون هذه القمة الاستثنائية منعطفا هاماً في تاريخ الأمة الإسلامية ورغبة قوية للوصول إلى قرارات فاعلة تعيد دور العالم الإسلامي إلى وظيفته الطبيعية ومشاركته في القضايا المشتركة والتعاون الدولي فيما يخدم الأمة الإسلامية وإظهاره بالشكل المناسب. صاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية أكد ل «الرياض» أن الخطة العشرية التي سيتفق عليها وزراء الخارجية هي مخلص لما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي ألقاها حفظه الله أمام حجاج بيت الله في العام الماضي مشددا على أن الكل متفائل بقرارات مهمة للغاية تفعل دور الدول الأعضاء في العالم. من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم منظمة المؤتمر الإسلامي السفير عطا المنان أن الأمين العام للمنظمة سوف يشارك في اجتماع وزراء الخارجية ويستعرض معهم أهم البنود المدرجة في أجندة قمة مكة وبيانها الختامي والخطة العشرية التي تعتبر ركيزة القمة، وكذلك مقترح تعديل ميثاق المنظمة ورفع حصص الدول الأعضاء. ٭ إلى ذلك، قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو ان القادة سيدرسون في القمة الإسلامية التي تعقد غداً الأربعاء التعديلات المقترحة على ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي الذي مر على إقراره ما يقارب 34 عاماً. وقال ان الميثاق لم يعد قادراً على تلبية الاحتياجات المستجدة لبلدان وشعوب العالم الإسلامي وذلك في ضوء ما توصل إليه نحو 300 عالم من علماء الأمة الإسلامية في المؤتمرالذي عقد مؤخراً في مكةالمكرمة لبحث التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة الإسلامية ورفعوا توصياتهم لقادة الأمة لمناقشتها. وبيّن أوغلو في تصريحات ل «الرياض» ان رؤية العلماء والمفكرين المسلمين ركزت على سبل إصلاح الوضع الثقافي والسياسي والاقتصادي للأمة وجمع شملها لمواجهة التحديات المفروضة عليها. وبيّن أن من ضمن التعديلات التي سيتم تناولها في الميثاق تفعيل محكمة العدل الإسلامية والتوقيع على اتفاقية بشأنها باعتبار أن الميثاق الحالي يتضمن وجود محكمة عدل إسلامية ووضع ميثاق أساسي لها ولكنها لم تفعل حتى الآن موضحاً أن مجمل التعديلات التي ستتهم في ميثاق المنظمة هي خطوط عامة للعمل بموجبها. وحول قضية وضع تعريف محدد للإرهاب قال أوغلو ان جميع دول العالم الإسلامي متفقة على تعريف الإرهاب لكن مثل هذا التعريف المحدد يجب أن تقوم به الأممالمتحدة. وأكد ان منظمة المؤتمر الإسلامي ستكون قوة فاعلة على الصعيد الدولي والإقليمي وتطمح إلى إقامة أمم متحدة إسلامية موازية للمنظومة الدولية لكنها ستكون جزداً منها وعنصراً مؤثراً في قراراتها. ولفت أوغلو إلى أن جميع الدول الأعضاء وعددها 57 دولة ستكون ممثلة في قادتها السياسيين على مستوى الملوك والرؤساء والأمراء. من جهته قال السفير عطا المنان المتحدث الرسمي للمنظمة ان القمة تكتسب أهمية من كونها تأتي في ظروف بالغة التعقيد تمر بها الأمة الإسلامية في مختلف المجالات اضافة إلى الظرف الدولي الراهن الذي ساعد على تهميش دور العالم الإسلامي. وأكد على أنه لا يجوز الربط بين الإسلام والإرهاب كما لا يجب إدانة ديانة معينة لتصرفات بعض أفرادها.