قال سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض إن حزبه لا يمكن إلا أن يتضامن مع أي حزب مغربي آخر تلقى تهديدات إرهابية من قبل الجماعات المتطرفة ولو اختلف معه في الأفكار والأيديولوجية مذكرا أن ذلك من الدين وحماية للقيم الإسلامية الصحيحة والحقة. وكان حزب العدالة والتنمية أعلن تضامنه مع حزب الاتحاد الاشتراكي المشارك في الحكومة على إثر التهديدات التي تلقتها بعض قيادات الأخير من طرف جماعة متطرفة أطلقت على نفسها اسم «التوحيد والجهاد». وتلقت مجموعة من قيادات الاتحاد الاشتراكي تهديدات بالقتل عبر رسائل إلكترونية من جماعة متطرفة أطلقت على نفسها «التوحيد والجهاد». واتهمت الجماعة المذكورة قيادات هذا الحزب المغربي بالزندقة والإلحاد ومعاداة الإسلاميين والكيد لهم. ويذكر أن الاتحاد الاشتراكي يشارك بحقائب وزارية مهمة في الحكومة الحالية من بينها حقيبة وزارة العدل. وكانت صدرت في حق مجموعة من المشتبه في علاقتهم أو تورطهم في أحداث إرهابية أحكام في مختلف محاكم البلاد حيث بلغ عدد الموقوفين خلال ثلاث سنوات منذ تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية حوالي ثلاثة آلاف. وبحسب بوشعيب الرميل منسق المصالح المركزية بالإدارة العامة للأمن الوطني فإنه ورغم هذه الاعتقالات لا يزال خطر وقوع الهجمات داخل المغرب أمراً حقيقياً. وأوضح العثماني الأمين العام للعدالة والتنمية في تعليقه على التهديدات التي تلقتها قيادات الاتحاد الاشتراكي أن خطاب التكفير هو خطاب غريب عن الثقافة الإسلامية وأسلوب يتعارض مع منهج أهل السنة والجماعة مشيرا إلى أنه لا يمكن تكفير أحد من أهل القبلة لمجرد الاختلاف معه في الانتماء الفكري أو التقدير السياسي. ويشار إلى أن جماعة «التوحيد والجهاد» لم تكتف فقط بتكفير الاتحاد الاشتراكي بل تعدت ذلك إلى الجماعات الإسلامية كجماعة العدل والإحسان وشيخها عبد السلام ياسين وحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية نفسه. وجاء في بيان نشر على مواقع إلكترونية نسب إلى هذه الجماعة المتطرفة «نبرأ إلى الله من كل الجماعات التي دخلت في اللعبة الديمقراطية ودخلت في البرلمانات الشركية ونعتبرها جماعات مرتدة كافرة مهما طالت لحى أعضائها ومهما تمسحوا بالإسلام وزعموا انهم مسلمين». وقال محمد ظريف الباحث المغربي المختص في الجماعات الإسلامية إن هذا النوع من الخطاب المتطرف يرى أن كل الذين يتعاملون مع المؤسسات القائمة هم خارجون عن الدين، وأوضح أن ذلك يرجع إلى قصور كبير في فهم الدين الإسلامي وإدراك معطيات الواقع المتجدد. وأضاف أن أغلب الذين يتزعمون هذا الخطاب يضعون على أعينهم نظارات سوداء إذ أنهم لا يرون إلا الظلام والسواد أمام أعينهم لدرجة انهم يكفرون كل مخالف لهم في طريقة التفكير أو التحليل مشيرا إلى أنه يصعب إقناع هؤلاء بمجرد الحوار الهادئ الرصين. ويذكر أن السلطات الأمنية المغربية فككت مؤخرا خلية كانت قيد التشكل تابعة لتنظيم القاعدة. وبعد البحث والتحري مع عناصرها تم تفكيك 44 خلية أخرى منها 11 خلية بالدارالبيضاء و5 بفاس و3 بكل من طنجة وأغادير ومكناس والقنيطرة وخليتين بكل من الناظور والرباط ومراكش وخلية واحدة بكل من بركان وتازة ووزان والحسيمة وبن جرير واليوسفية والعرائش والرشيدية ووجدة وسيدي بنور.