كعادتها مع بدء أي حديث عن تهدئة من الجانب الفلسطيني، اعلنت سلطات الاحتلال استئناف العمل في اقامة جدار الضم والتوسع العنصري في المقطع المسمى «اصبع ارئيل» شمال الضفة الغربية، بعد توقف استمر اكثر من ستة شهور. وحسب مصدر فلسطيني في سلفيت فقد اصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية قبل نحو شهر قرارا سمحت فيه لسلطات الاحتلال بالعمل في اقامة هذا المقطع والذي يبلغ طوله اربعة كيلومترات ويفصل بين مستعمرة ارئيل ثاني كبرى مستعمرات الضفة ومدينة سلفيت وعدد من قراها جنوبا. وكان اصحاب الاراضي المهددة قدموا التماسا إلى المحكمة العليا الاسرائيلية قبل عدة شهور وقد اصدرت المحكمة في حينه (في حزيران 2004) قرارا بتجميد العمل إلى حين البت في الامر، وهو ما حصل قبل نحو الشهر. غير ان سلطات الاحتلال لم تعلن عن استئناف العمل في الجدار الا اليوم فقط، وهو ما اعتبر نواف صوف مدير الارتباط الفلسطيني في سلفيت توقيته غير عشوائي، خاصة انه تزامن مع الحوارات الفلسطينية بشان التهدئة. وقال صوف ل«الرياض»: للأمر دلالات سياسية وليس فقط اجرائية تتعلق بقرار محكمة، وكأن (إسرائيل) اذا خففت من عدوانها من جهة، تقوم بتصعيد من جهة اخرى، من اجل استدراج الفلسطينين لردود فعل واظهارهم بأنهم هم من يعطل جهود التهدئة. وقال ان الجانب الفلسطيني بصدد اعداد كافة الوثائق اللازمة من اجل التقدم بالتماس آخر، للمحكمة الاسرائيلية، من اجل اصدار امر جديد بوقف العمل مؤقتا تمهيداً لتقديم معطيات كاملة بالاضرار التي قد تلحق بالأهالي جراء اقامة الجدار في اراضيهم. وعلى الأرض استأنفت سلطات الاحتلال عمليات التجريف في اراضي المواطنين، وزجت بآلياتها تحت حراسة من قوات الاحتلال حيث تقوم بتسوية الأرض واقتلاع الاشجار في هذا الجزء من الجدار جنوب مستعمرة «ارئيل» ويهدد الجدار في حال اقامته على امتداد اربعة كيلومترات مئات الدونمات وآلاف اشجار الزيتون من اراضي المنطقة. يشار إلى ان المقطع المحيط بمستعمرة ارئيل يبلغ طوله نحو تسعة كيلومترات، ويحيط بها على شكل حذوة الفرس من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية، غير ان العمل استئنف فقط في المقطع الجنوبي، فيما قدرت الجهات الامنية الاسرائيلية استؤناف العمل في باقي الجهات في غضون عدة اسابيع. ويأتي استئناف العمل في هذه المنطقة بالرغم من المعارضة العلنية من قبل الولاياتالمتحدة والتي سبق واعترضت على اقامة هذا المقطع الذي يحيط بالمستعمرة المذكورة، من منطلق ان اقامة هذا الاصبع والذي يخترق الضفة الغربية بشكل عرضي يمس بفرصة اقامة دولة فلسطينية حسب رؤية الرئيس جورج بوش. غير ان المشكلة الاكبر كما تزعم (إسرائيل) فتتعلق بالمرحلة الثانية من الجدار، وهي ربط هذا الاظفر بجدار الفصل الذي يمر غرب الضفة الغربية من الشمال إلى الجنوب. وحسب المصادر الاسرائيلية فان شارون يعرف ان تنفيذ هذه المرحلة سيؤدي إلى تورطات دولية صعبة بل وربما إلى مواجهة حادة مع الامريكيين. وقدرت ان يلجأ شارون إلى تأجيل قرار ربط «ارئيل» و«معاليه ادوميم» إلى العام 2006. وحتى ذلك الوقت ستستكمل (إسرائيل) انسحابها من غزة وهي خطوة قد تقلل المعارضة العالمية للجدار. يشار إلى ان سلطات الاحتلال بدأت العمل في اقامة مقطع ارئيل وقطعت شوطاً طويلاً في مناطق عدة منه خاصة في منطقة مسحة والزاوية ودير بلوط ورافات . غير ان المحكمة الاسرائيلية اصدرت قرارا نهائيا في وقت سابق بتعديل مسار الجدار المار في أراضي رافات والزاوية ودير بلوط وتقليص الأضرار التي قد تلحق بالمزارعين.