ما الذي يجب أن يتغيّر في نفسي ليتغيّر ما بالأمّة ..؟؟ كان سؤالاً حاداً لخّص مُجمل الكلام في وقت كان الصمت يطبق على الحضور في اللحظات الأخيرة للمحاضرة بعد لغط وتحاور وعصف ذهني أثاره حديث المُحاضر الدكتور علي شراب خبير التدريب وتطوير الشخصيّة . المكان : القاعة رقم 226أ في كليّة المعلمين بالرياض والزمان يوم السبت 24/10/1426ه والمناسبة بدء محاضرات الملتقى الثاني لتعزيز الأمن الفكري من 24-27 شوال 1426ه الذي شارك فية نخبة من المختصين مثل الدكتور فائز الشهري والدكتور محمد النجيمي والدكتور علي النفيسة، أما الحضور فهم مجموعة من المتدربين في الكليّة من مديري المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وكذا روّاد ومشرفي النشاط في مختلف الادارات التعليمية بالمملكة وقد لا أفشي سرّاُ لو قلت إن هذا الملتقى كان بمبادرة وإشراف شخصي وحماس من رجل فاضل هو الدكتور علي العفنان عميد كليّة المعلمين بالرياض والذي قال لي بعد أن سألته عن فكرة المشروع «هناك تراكم نظري كبير حول موضوع الأمن الفكري وقد رأينا أن من المناسب بل هي فرصة مُثلى لوجود هذا العدد من المنتسبين لقطاع التربية والتعليم أن نحوّل هذا الرصيد النظري إلى برامج تنفيذيّة تكون مخرجاتها تبدل الرؤى الخاطئة إلى أفكار ايجابية تساهم في تعزيز مفهوم الأمن بصفة عامة». كنت أحد الحضور بصفتي مهتمّاً بقضايا الأمن والارهاب والتبدلات الفكرية للفرد وكنت أرقب مداخلات المعلمين والتي وصلت في بعض الأحيان إلى التناقض التام مع ما طرحه الدكتور شراب خصوصاً حين وصل إلى قضيّة تسمية المخالف بال(كافر) إذ أصرّ البعض على هذه التسمية رغم أن المحاضر كان يحاول تأصيل مفهوم الفصل بين الانسان وأخطائه حتى يمكن من خلال هذا الفصل تحديد العلاقة بالآخر وكيفيّة التعامل معه ومن أبرز النقاط التي شدّت الانتباه في المحاضرة كانت في تحديد كون الانسان يتشكّل من أفكار+مشاعر+سلوك وهذا العنصر الأخير يعتبر أضعف مستوى في التكوين الانساني أما أقواها فهو عنصر الهويّة ومن هنا تعود عناصر هذا التكوين لتشكّل هوية الفرد، الشاهد أن الدكتور علي شراب أثار من الأسئلة ما دعا المتلقي يعيد التفكير في رؤاه وهو ما أكده الدكتور العفنان حينما سألته عن ماتم الخروج به من قبل المتدربين من المعلمين ومشرفي النشاط فقال إن كثيراً منهم كانت لديهم رؤى قبل بدء الدورة تبدّلت إيجابياً بعدها وهو الهدف الذي كًنا نسعى إليه. ما أود التأكيد عليه هنا هو أن هناك من يستطيع تحويل التنظير والأفكار إلى مشاريع واقعية ذات فعالية في دعم الخطط الوطنية المتعلقة ببناء الانسان السويّ وما قام به عميد كلية المعلمين بالرياض الدكتور علي بن عبدالله العفنان يعتبر مبادرة ذكية في هذا الاتجاه خصوصاً والشريحة المستهدفة (فئة المعلمين) هي التي يدور حولها الجدل اليوم في مدى قوة تأثيرها على فئة الشباب الذين شكّلوا النسبة الكبرى من المشاركين في الاحداث الارهابية التي وقعت في بلادنا مؤخراً من هنا جاز لي أن أقدم التحيّة مقرونة بالإعجاب للدكتور العفنان الذي يعمل بجدّ لتحقيق شعار(معاً ضد الارهاب، معاً ضد كل فكر ضال منحرف).