في روايتها الجديدة «العاشق الياباني»، تنتزع الروائية التشيلية إيزابيل الليندي قرّاءها من هوسهم الثقافي بعمر الشباب، في صفحات الكتاب السحرية، ننظر إلى الحياة من خلال عملية مواجهة الموت، من النادر أن نجد رواية تتحدث عن إنسانية الشيخوخة أو رومانسيتها. تدور أحداث الرواية في مسكن للمسنين، ولكنه مسكن من نوع آخر لا تفوح منه رائحة الموت، إنه مجتمع مازال يزدحم بقصص الحب، الضحك، والحياة، إنه مكان تبدو فيه التجاعيد، الكراسي المتحركة، والأعين المتعبة علامات لحياة عاشها أصحابها بطريقة رائعة، وأهم من هذا كله، جدران هذا المسكن التي تجعل التاريخ ينطق من خلال الذاكرة، تنتقل بنا الرواية مع حياة «ألما»، فنانة طاعنة في السن وصلت لهذا المسكن كي تقضي آخر أيامها على الكوكب، «ألما» تشبهنا كثيرًا، لأنها مهتمة بالتفكير في شؤون كالحب والخلود، أخبرتني إيزابيل الليندي لاحقًا أن هذين المفردتين كانتا الدافع الأساس لكتابة الرواية من الأصل. خلال العقود الثلاثة الماضية، تلقت إيزابيل الليندي أكثر من (50) جائزة أدبية، وأنتجت (20) عملًا أدبياً، باعت كتبها أكثر من (65) مليون نسخة حول العالم، في الأسطر التالية سوف تقرؤون محادثة عميقة معها، سنتحدث عن الحب المطلق، وستخبركم إيزابيل بأنها لا تؤمن بوجود الحب المطلق داخل علاقة حميمة، نص الحوار: * كولير ميرسون: كتبك، على سبيل المثال «بيت الأرواح» تمثل غالبًا حوارًا مع التاريخ، وفي «العاشق الياباني» العديد من الشخوص كانت متأثرة بالحرب العالمية الثانية، هنالك إحدى الشخصيات التي هربت من محرقة الهولوكست، وهنالك أيضًا ياباني وأمريكي نجا من احد المخيمات، وأيضًا مناضل فرنسي سابق، كنت أود أن أتساءل، كيف يمكن للتاريخ أن يوحي لك بأفكارك الأدبية والكتابية؟ - إيزابيل الليندي: لدي إحساس عميق بالمكان والزمان، ولذا تجد أن كل قصصي مغروسة في مكان وزمان، وقبل أن أبدأ بالكتابة، وحتى قبل أن أكون أي فكرة مسبقة عما سأكتبه، أبدأ بالبحث في التاريخ، وأصل إلى مرحلة تخيل شخصيتي وهي ما زالت في سن الثامنة عشرة قبل عدة عقود، علي أن أتخيل ما حدث لها خلال سنوات طفولتها ومراهقتها، وبالتأكيد فإن الحرب العالمية الثانية كانت أكثر الأحداث سوءًا في القرن الماضي لأن أغلب الشخوص التي اخترتها كانت مشردة في تلك الفترة، وأظن أن القصص والأحداث التاريخية أعطت للرواية جذورًا ما كانت لتكون لولا التاريخ. * كولير ميرسون: هل تشعرين بأنه من الصعب عليك التخلي عن فكرة أدبية حين تكتشفين أنها ليست دقيقة من الناحية التاريخية؟ - إيزابيل الليندي: نعم، نعم، هذا بالضبط ما أشعر به. * كولير ميرسون: هنالك تلك اللحظات في «العاشق الياباني» حيث يلتقي الحي بالميت، وحيث يواجه المسن مراحل متعددة من الموت الوشيك، وأظن أنك تقتربين من خبايا فكرة الموت كثيرًا في روايتك هذه، كنت أتساءل إن كان بإمكانك أن تتحدثي قليلًا عن تجاربك الشخصية مع الموت والخلود، والتي قمت بكتابتها على ألسنة شخوص الرواية. - إيزابيل الليندي: كل ما كتب في الرواية كان متصلًا بي بشكل عميق، لقد وصلت إلى سن السبعين، لذلك فإن الشيخوخة حاضر أعيشه، لأول مرة في حياتي أصبحت واعية لحقيقة كوني مسنة، لأنني اعتدت على العيش دون التفكير في أمر كهذا، ولكن عندما تبلغ السبعين، يبدأ الجميع بالنظر إليك وكأنك على وشك السقوط، ولكنني لم أسقط بعد، أشعر بأنني في الخمسين، وأغلب البشر يشعرون بأنهم أصغر من أعمارهم الحقيقية، وللأسف لا توجد مساحة كافية للمسنين في ثقافتنا، ثقافة الجمال، الشباب، الإنتاج والعمل، وعلى كل حال فإن النسبة العظمى للنمو في الولاياتالمتحدة هي في صالح المسنين، لأننا نعيش لفترة أطول، ونعيش بطريقة صحية أيضًا، وللعودة إلى الرواية، أظن أنّ الثيم الأساسي لها بجانب الشيخوخة، هو الحب.