يصف المدرب الصربي الشهير بورا مليو تينوفيتش التدريب في الدول العربية بانه أكبر مغامرة يخوضها اي مدرب، كان ذلك في اعقاب تعاقده مع فريق السد القطري الذي سرعان ما اقاله مع اول موجة تدني في مستوى الفريق ونتائجه في دوري المحترفين القطري. المدرب بورا قال ذلك وهو يعلم بان حاله حينما وافق على التعاقد مع السد كمن يلعب على الحبال فمع اول اهتزاز وجد نفسه خارج الدوحة. بورا الذي قال مقولته تلك ترى ماذا سيضيف لو علم الآن ان الدوري السعودي الذي ماكاد ينتصف دوره الأول الا وقد اقتلع ستة مدربين من مقاعدهم اي ما يعادل نصف مدربي فرق الدوري. فالقادسية الذي دشن اول عملية اقالة في الدوري بترحيله للمدرب التونسي لطفي جبارة كان قبل ذلك قد سجل اسرع عملية اقالة حينما الغى عقد المدرب التونسي الاصل الانجليزي الجنسية عادل دريدي قبل ان يخوض اي مباراة له مع الفريق، ثم لحقته بعد ذلك فرق اخرى فبعده مباشرة ودع فريق ابها مدربه التونسي يوسف السرياطي بعد خلافات شديدة عجلت برحيله عن (ابها البهية) التي كان قد زف لها الفرح الاكبر قبل اشهر معدودة حينما قاد الفريق الابهاوي لاول مرة في تاريخه للصعودة لدوري الأضواء.غير ان السرياطي او (سنمار) التونسي لم يشفع له ذلك في ان يكمل بقية القصة الجميلة التي كتبها في جنوب السعودية. ولم يكن المدرب العربي الآخر المصري شوقي عبد الشافي باوفر حظا من جبارة والسرياطي فهو الآخر قد حزم حقائبه وغادر المدينةالمنورة الى حيث بلاده واهله حينما لم تجد ادارة نادي الانصار غيره لتحمله مسؤولية تردي نتائج الفريق وهي الوسيلة الاسهل لامتصاص غضب الجماهير فعند اي اخفاق فتش عن المدرب وهي الخطة التي طبقتها ادارة مصطفى بلول واحسنت تطبيقها. ولم يسلم المدربون الاجانب وخاصة الاوربيون منهم من رياح الاقالة التي اخذت تعصف بقوة في الدوري السعودي فخلال اسبوعين فقط شهدت الساحة اعلان اقالة ثلاثة مدربين منهم، هم البلجيكي ايليا مدرب الاهلي والبرتغالي ماريانو مدرب النصر والهولندي فيرسلاين مدرب الاتفاق، فالمدربون الثلاثة وجدوا أنفسهم وقد قطعوا تذاكر العودة الى بلادهم وقد علق على ظهورهم لقب (فاشل). هكذا بكل بساطة تبدا قصة المدربين في الدوري السعودي وهكذا تنتهي فلا التاريخ ولا الاسم ولا حتى الجنسية تضمن لاي مدرب البقاء في منصبه حتى نهاية عقده، فهزيمة او اثنتان وان زادتا ثلاثاً ويجد المدرب نفسه على اول رحلة مغادرة الى بلاده. لقد بدأنا حديثنا بالقول ان ست إقالات شهدها الدوري السعودي وهو لم يكد ينتصف دوره الاول، فياترى كيف سيكون الوضع حينما يشتد الصراع ويحمى الوطيس بين الفرق المتنافسة على المربع الذهبي والفرق التي ستتصارع على البقاء.!!