اتهم نواب البرلمان الاوروبي زعماء الاتحاد الذي يضم 25 دولة بالفشل في الضغط على الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بتقارير اعلامية عن وجود سجون سرية في اوروبا تستغلها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السي.اي.ايه) لاحتجاز مشتبه بهم في قضايا الارهاب. وقالوا ان بريطانيا الرئيسة الحالية للاتحاد والمفوضية الاوروبية تهربتا من اجراء تحقيق كامل في مزاعم عن ادارة المخابرات الأمريكية لسجون سرية في شرق اوروبا ونقل السجناء سرا عبر مطارات اوروبية. وقالت ساره لودفورد عضوة الحزب الديمقراطي الحر في بريطانيا في اجتماع للجنة الحريات المدنية في البرلمان الاوروبي «لست مطمئنة لوجود تصميم كاف من جانب المجلس (مجلس دول الاتحاد) للوصول إلى حقيقة هذه المزاعم». وأضافت في اشارة إلى الرسالة التي كتبها جاك سترو وزير الخارجية البريطانية لواشنطن طالبا تفسيرات لهذه التقارير «هذا يفتقر كما يبدو لي للحماس». واتهم يوهانس فوجنهوبر نائب حزب الخضر في النمسا الدول الاعضاء في الاتحاد والمفوضية الاوروبية بعدم الحرص على التحقيق في هذه المزاعم لانها اذا كانت حقيقية ستحرج الحكومات المتورطة. وطالب التكتل الاشتراكي في البرلمان الاوروبي وهو ثاني اكبر تكتل يوم الاربعاء باستدعاء المبعوث الأمريكي لدى الاتحاد الاوروبي للرد على الاستفسارات امام البرلمان. ويدرس البرلمانيون الاوروبيون ما اذا كانوا سيجرون تحقيقا خاصا بهم في المزاعم إلى جانب التحقيق الذي يجريه المجلس الاوروبي وهو اعلى جهاز في القارة لمراقبة حقوق الانسان. وفي روما أعلن رئيسا وزراء ايطاليا واسبانيا الخميس عدم وجود سجون سرية للمخابرات الأمريكية في بلديهما. وقال لويس رودريجيث ثاباتيرو رئيس وزراء اسبانيا ردا عن سؤال في هذا الصدد «على حد علم الحكومة لا توجد حتى الان اي عناصر تقودنا للاعتقاد بحدوث اي اعمال غير قانونية». وادلى بهذا التصريح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي قال بدوره «لم تصلنا اخبار بهذا المعنى ويمكننا ان نستبعد حدوث اي شيء كهذا على ارضنا». ولم تنف واشنطن او تؤكد وجود سجون سرية مثل التي تحدثت عنها صحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي. وقالت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها ان بولندا ورومانيا هما على الارجح من المواقع المرشحة لهذه السجون. ونفت الدولتان ذلك. وصرح مسؤولون بان وزراء العدل والداخلية في الاتحاد الاوروبي لم يتطرقوا إلى هذه القضية خلال اجتماعهم في بروكسل مقر الاتحاد الخميس. وقالت المفوضية الاوروبية انها ستقوم بفحص غير رسمي للمزاعم كما اعلن فرانكو فراتيني مفوض العدل في الاتحاد الاوروبي ان اي دولة عضو في الاتحاد يثبت انها استضافت سجنا للمخابرات الأمريكية ستفقد حقها في التصويت في التكتل الاوروبي. وابلغت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ايرلندا الخميس ان الولاياتالمتحدة لم تستخدم أرضها لتنقل سرا ارهابيين مشتبه بهم إلى دول اجنبية في مسعى من جانبها لتهدئة المخاوف الاوروبية بشأن اسلوب تعاملها مع المحتجزين. وقال اهيرن للصحفيين بعد الاجتماع «لقد أكدت انهم تصرفوا بشكل صائب وهذا كان موقفهم فيما يتعلق باستخدام او عدم استخدام شانون». وفي اشارة إلى ان الولاياتالمتحدة ستتخذ موقفا هجوميا بشكل متزايد في مواجهة الضغوط الاوروبية في هذه الفضيحة اوضحت رايس انها تريد من الحلفاء التراجع والوثوق في واشنطن. وقال مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية طلب عدم نشر اسمه لانه يسرد وقائع محادثة خاصة ان رايس لم تقدم شخصيا هذه الضمانات لوزير الخارجية الايرلندي لانها كانت تريد ايصال رسالة مفادها «لقد حصلت على التأكيدات من السفير (الأمريكي في ايرلندا). يجب ان تثقوا فينا». وصرح اهيرن بانه قبل التأكيدات الأمريكية لكنه عرض التحقيق في اي دليل على حدوث عمليات تسليم وحذر من ان حكومته «ستتحرك» لو ثبت حدوث اي من هذه العمليات في أرضها. وكثيرا ما تستخدم رايس مطار شانون الايرلندي كمحطة توقف في رحلاتها الخارجية كما تتزود مئات من الطائرات الأمريكية التي تقل قوات من والى العراق بالوقود في المطار مما اثار جدلا في ايرلندا وهي دولة محايدة عادة. وقالت تقارير اعلامية ان عشرات الرحلات الجوية التي تديرها الولاياتالمتحدة استخدمت ايضا المطار لاسباب غير معروفة مما اثار تكهنات عن نقل متشددين مشتبه بهم. ٭ من جهتها، أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أمس ان طائرات موجرة للمخابرات المركزية الأمريكية هبطت في فرنسا مرتين على الاقل في عام 2002 و2005 وانها ربما كانت تقل مسجونين اسلاميين لنقلهم إلى معتقل غوانتانامو عبر عملية جوية أطلق عليها اسم خط غوانتانامو اكسبريس (خط غوانتانامو السريع). وذكرت الصحيفة ان الطائرة الاولى أقلعت من ايسلندا قاصدة تركيا وانها هبطت في طريقها بمطار جيبافا في برست (اقليم بريتاني الفرنسي). واضافت ان ادارة مطار برست ذكرت ان الطائرة كانت من طراز ليرجت وذات محركين.. وهي لا تستطيع الطيران لمسافات طويلة لذا فقد هبطت ايضا في روما وان طاقمها ابلغ سلطات المطار بانه لا يوجد ركاب على متنها. أما الطائرة الثانية فقد نقلت صحيفة لو فيغارو عن صحيفة ني تيد النرويجية قولها انها وصلت إلى مطار لوبورجيه بباريس في 20 يوليو 2005 قادمة من اوسلو.. وانها كانت من طراز غالف ستريم 3. وذكرت الصحيفة ان الطائرات الحكومية الأمريكية من هذا النوع عادة ما تقدم لها الخدمات في هذا المطار شركة ايروسيرفيس لكن الطائرة الأمريكية المعنية توجهت في هذا اليوم إلى منطقة بعيدة بعض الشيء وتولت خدمتها شركة اخرى. واوضحت صحيفة لوفيغارو ان الطائرات الاجنبية (خارج نطاق منطقة شنجن) التي تتخذ من المطارات الفرنسية محطة لها في الطريق إلى وجهتها الاخيرة لا تضطر إلى تقديم اسماء ركابها وانما يوضح فقط عددهم على قائمة عامة لبيانات الطائرة.. وربما يكون هذا هو السبب في كون الاجهزة الفرنسية لم تكتشف الأمر في حينه. وذكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ردا على سؤال وجهته اليه الصحيفة ان الحكومة الفرنسية تحرت الأمر ولم تجد شيئا. اما وزارة الدفاع الفرنسية فلم تقدم اجابة.. وتقول لوفيغارو ان الولاياتالمتحدة لم تكن تفضل كثيرا هبوط الطائرات السجون الأمريكية في المطارات الفرنسية.. وانها كانت توجه مثل هذه الطائرات إلى مطارات الدول الحليفة لها او التي بها قواعد عسكرية امريكية.