قام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس اللجنة الرئيسية للدفاع المدني بجولة يوم أمس للوقوف على الأضرار التي لحقت بمناطق شاسعة من المدينةالمنورة جراء السيول التي هطلت على المدينة يوم السبت الماضي. ورافق سموه بالجولة معالي أمين المدينة المهندس عبدالعزيز الحصين ومدير الشرطة اللواء أحمد الردادي ومدير الدفاع المدني وعدد من المسؤولين. وبدأت الجولة على منتزه البيضاء الذي فصله سيل الغاب الشهير عن المدينةالمنورة تماماً جراء السيول الجارفة التي صبت في المجرى العام للسيل وأدت إلى قفل الطريق إليه حيث وضعت الدوريات الأمنية حراسة مشددة على مدخل المتنزه وسيرت دوريات لتمشيط كامل المنطقة وإبلاغ المواطنين عن مدى الخطورة التي تحملها المجازفة للاقتراب من هذه السيول.. ثم قام سموه بجولة على سد وادي عروة الذي شهد فيضاناً لم يسبق له مثيل وقفزت المياه المحملة بالطين والطمي من فوق السد ودخلت المنازل المتاخمة للسد في حي عروة حيث اضطر الدفاع المدني إلى إجلاء أكثر من خمسين أسرة من منازلهم والبحث لهم عن مأوى مؤقت إلى حين انخفاض مستوى السيل ونزوله إلى أسفل الكبري. بعد ذلك انتقل سموه ومرافقوه إلى مركز اليتمة على بعد 80كم على طريق الهجرة وهي أكثر المناطق تضرراً من السيول حيث بلغ عدد المتوفين فيها 11 شخصاً وتم انقاذ 83 شخصاً من داخل السيول وتضررت كثير من المنازل والمزارع ونفقت بعض المواشي وكان لكبري اليتمة السبب الأكبر في هذه الأضرار حيث انه منخفض جداً ولا يستوعب هذه الكميات المهولة من الأطمار لتمر من خلاله الأمر الذي أدى إلى ارتداد المياه على المزارع والمنازل وسببت أضراراً كبيرة للمواطنين. وأنهى سموه جولته بزيارة لمركز وادي الفرع بمحاذاة طريق الهجرة 150كم عن المدينة وهو من المناطق التي أصيبت بأضرار كبيرة جراء السيول الجارفة التي اجتاحت المنطقة. وقد قابل سموه أثناء هذه الجولات الكثير من المواطنين المتضررين من السيول ووعدهم سموه خيراً حيث انه أمر بتشكيل لجنة لحصر الخسائر ورفعها لسموه للنظر فيها كما جرت العادة في مثل هذه الأحوال كما أن سموه أكد للجميع بضرورة النظر في الأسباب وإصلاح الخلل إن كان هناك خلل في وضع الطرق والجسور والكباري والسدود التي تحتجز المياه وطمأن المواطنين أن هناك عملا دؤوبا للحيولة بإذن الله دون حدوث ما حدث من هذه السيول بعد الاتكال والاستعانة بالله سبحانه وتعالى. هذا وقد رأس سموه الكريم مساء الأحد اجتماع اللجنة وذلك بمركز خدمات الحج بطريق العيون، وفي بداية الاجتماع رحب سموه بأعضاء اللجنة وقدم تعازي خادم الحرمين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية لأسر وأهالي المتوفين من آثار السيول وشكر سموه أفراد ومنسوبي الدفاع المدني بالمدينة لما قاموا به من جهود وأعمال متواصلة لمباشرة عمليات الحماية والانقاذ إثر الأحداث الأخيرة. كما حث سموه على أهمية تطبيق اجراءات السلامة في مثل هذه الأحداث ومتابعة كافة الاجراءات والأنظمة وتطبيقها من قبل الجهات المختصة والتنسيق بين الجهات المعنية ودراسة الأحداث الأخيرة في المنطقة للتعرف على طبيعتها والاستفادة منها مستقبلاً. تم بعد ذلك مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع والتي تضمنت استعراض الموقف والاجراءات التي تمت لمواجهة الحدث واستعراض الصعوبات التي واجهت تنفيذ عمليات الانقاذ والمواجهة. كما استمع سموه وأعضاء اللجنة إلى لمحة عن الإجراءات التي تمت لحماية منطقة المدينةالمنورة من مخاطر السيول. وفي ختام الاجتماع تم اعتماد التوصيات اللازمة والتي من شأنها مواجهة هذه الأحداث مستقبلاً واتخاذ كافة الاحتياطات لحماية المواطنين من أخطار السيول.