افادت دراسة للتربة اجريت بفضل مركبة الاستكشاف (مارس اكسبرس) ان المياه كانت موجودة بكمية كبيرة على المريخ بعد فترة قصيرة من تكونه قبل قرابة 4 مليارات سنة، وفق نتائج الدراسة التي تنشرها مجلة (نايتشر) العلمية البريطانية اليوم الخميس. ويتفق معظم العلماء على ان المريخ الذي تكون في الوقت نفسه مع الارض قبل 4,6 مليارات سنة، كان رطبا في مرحلة ما من تاريخه. لكن الدراسة الجديدة التي اعدت استنادا الى المعلومات التي ارسلتها (مارس اكسبرس) تفيد بوجود «كميات كبيرة من المياه» بنهاية العصر الجيولوجي الذي انتهى قبل 3,5 الى 3,8 مليارات سنة. ولاحظ البروفسور فرانسوا بوليه من جامعة باري-سود في اورسي، في المنطقة الباريسية، في اراض قديمة جدا على الكوكب، طبقات من الفيلوسيليكات وهي طبقات صلصالية معدنية من النوع الذي يتكون عندما تبقى الصخور البازلتية البركانية مغطاة بالمياه لفترة طويلة. ويقول هورتون نيوسوم، الخبير الفلكي في جامعة نيومكسيكو في البوكيرك في الولاياتالمتحدة ان هذا الاكتشاف يؤكد النظريات التي كانت تقول بوجود كميات كبيرة من المياه على المريخ في مرحلة سابقة والمستقاة حتى الان من صور التكونات الجيولوجية على سطح الكوكب. ويقول نيوسوم ان «وجود الفيلوسيليكات على الهضاب القديمة يشير الى توافر ظروف مشابهة لتلك الموجودة على كوكب الارض قبل 3,5 مليارات سنة» على كوكب المريخ. ويضيف «يبدو ان سطح الكوكب اصبح اكثر حموضة مما حال دون تشكل مزيد من رقائق السيليكات، وتشكلت في المقابل رقائق من معدني الكبريت والحديد» وفق الصور التي نقلها الروبوت الاميركي اوبورتيونيتي من مناطق اخرى وكذلك مركبة مارس اكسبرس التابعة لوكالة الفضاء الاوروبية. ويشير تكون رقائق الكبريت الى مناخ لطيف واكثر جفافا حيث كانت بيئة المريخ اكثر حموضة ربما بسبب الغازات المنبعثة من البراكين، كما يقول البروفسور بوليه.