الإحباط، الاكتئاب، فقدان الهوية، الشعور بالدونية، التبول اللا إرادي هي سمات يصاب بها الأيتام ممن يودعون في دور الأيتام. هذه النتائج ليست نتائج دراسة أو بحث علمي للحصول على الدكتوراه أو الماجستير من قبل طالب أو باحث قدمه لجهة معينة وإنما هو اعتراف ثلاثة من الأيتام استأجروا سيارة اجرة وحضروا لمقر «الرياض» ليشرحوا لنا معاناتهم ومعاناة زملائهم خلال بقائهم في مؤسسات التربية الخاصة برعاية الأيتام أو دور الحضانة. في البدء يسرد عبدالرزاق أحمد علي حكايته منذ ايداعه قبل (19) عاماً في دور الرعاية قائلاً تعرضت خلال تلك الفترة للضرب من قبل المشرفين والمراقبين في تلك الدور مما أصابني ببعض الضغوط النفسية وأصبحت أراجع بعض الأطباء النفسيين كما تم استغلالي في بعض الأمور المالية الأخرى وخرجت من الدار وأنا محبط. وذكر عبدالرزاق مشكلة أخرى تواجه الأيتام وهي التبول اللا إرادي وهذه يلحظها بكثرة في دور الأيتام حيث يتعرض من صدر منه هذا السلوك للضرب أمام زملائه وتوبيخه وهذا خطأ ويحتاج لعلاج سليم لأن التبول غير إرادي ولا يستطيع اليتيم ضبط نفسه أحياناً وهو نائم. ومن جانبه يؤكد زميله سالم عبدالرحمن عبدالله ما قاله زميله عبدالرزاق في المعاملة التي يتلقاها (الأيتام) في الدور وطريقة التربية والتعليم ويؤكد على مشكلة أخرى تواجه الأيتام وهي خروجهم بعد سن (18) سنة للمجتمع دون عمل أو سكن أو سيارة أو زوجه مما يجعلهم عرضة للانحراف. وأضاف إلى مشكلة أخرى تتعرض لمن يتم طي قيده من مؤسسات التربية الاجتماعية بأنه يتم قطع المصروف الخاص به ويكون عرضة للخطر و الانحراف ويخرج دون سكن أو معيشة.. ويشهد سلمان عبداللطيف عبدالرحمن على تلك المشاكل التي يتعرض لها الأيتام في دور الرعاية الاجتماعية قائلاً اننا نخرج إلى الحياة من تلك الدور ولا نعلم كيف نواجه الحياة فقط نعرف أننا أيتام نحتاج لعطف وصدقة من الناس وهذه أكبر مشكلة نواجهها في الحياة. وطالب الأيتام الثلاثة في شكوى تقدموا بها ل «الرياض» بالنظر في موضوع رعاية الأيتام حيث ان الدولة لم تقصر في هذا الموضوع حيث تصرف الملايين لرعايتهم لكن الطريقة التي يتبعها العاملون في تلك الدور قد تخرج هؤلاء الأيتام للمجتمع وهم لا يعرفون ماذا يريدون من الحياة وكيف يواجهون مشكلاتهم خاصة فيما يتعلق بالبحث عن العمل أو الزواج والسكن وغيرها من أمور الحياة الأخرى.