فيما يتوجه الناخبون المصريون اليوم «الخميس» الى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحيهم للبرلمان في الجولة الثالثة والأخيرة لانتخابات مجلس الشعب المصري، بدا أن الحزب الوطني الحاكم تخيم عليه حالة من التوتر بعد خسائره المتلاحقة في الجولتين السابقتين واضطراره للاستعانة بالمستقلين للحفاظ على أغلبيته داخل البرلمان، ومن بين الاتهامات التي تلاحقه التزوير وتدخله السافر لإنجاح بعض رموزه خاصة الدكتور مصطفى الفقي في دائرة دمنهور وما تقوم به النيابة العامة من تحقيقات في ضوء العديد من الشكاوى التي طالت تلك الدائرة وما أدلت به المستشارة نهى الزيني من تصريحات عن تزوير فاضح لصالح مرشح الحزب الوطني وتأييد 137 قاضيا لها حول هذه الفضيحة. (منافسة شرسة) وأكدت مصادر أن هناك حالة من الخوف تسيطر على قيادات الحزب بسبب عدم قدرتهم على إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد سقوط العديد من رموزه المعروفين، خاصة السيد راشد وكيل مجلس الشعب والذي رأس العديد من الوفود البرلمانية التي مثلت مصر في الخارج، والدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية وأحمد أبو زيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة السابق ونائب رئيس الحزب الوطني والدكتور حسام بدراوي عضو لجنة السياسات رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب والدكتور أمين مبارك رئيس لجنة الصناعة. ويواجه مرشحو الوطني وعددهم 136 في المرحلة الثالثة 49 مرشحا لجماعة الإخوان المسلمين، يحظون بتفوق وقاعدة جماهيرية غير مسبوقة خاصة في محافظات الشرقية ودمياط والدقهلية و56 مرشحا من أحزاب المعارضة يأتي في مقدمتهم النواب حمدين صباحي ومحمد عبد العليم داود وضياء الدين داود وفؤاد بدراوي و1537 مرشحا مستقلا يأتي في مقدمتهم النائب محمد خليل قويطة وسامح عاشور نقيب المحامين ومرتضى منصور رئيس نادي الزمالك. وتشير التوقعات الى امكانية حصد الاخوان 30 مقعدا في هذه الجولة ليتمكنوا من الفوز بربع عدد مقاعد مجلس الشعب في خطوة تاريخية للجماعة المحظورة قانونا. (صراعات وتحالفات) الى ذلك، تتجه الأوضاع داخل حزب التجمع للانفجار بسبب اخفاق أقطاب الحزب في المرحلتين السابقتين، وفي مقدمتهم زعيم الحزب خالد محيي الدين الذي لقي هزيمة ثقيلة أمام مرشح إخواني، وكذلك النائب الأول لرئيس الحزب أبو العز الحريري الذي واجه المصير نفسه في دائرة كرموز بالإسكندرية والقطب اليساري المعروف البدري فرغلي الذي استطاع المرشح المستقل عبد المنعم الزيني أن ينهي مشواره البرلماني الطويل والحافل. وحمل قياديون في الحزب رئيسه الدكتور رفعت السعيد المسؤولية عن الهزيمة التي تعرض لها مرشحو الحزب بسبب هجومه الحاد على جماعة الإخوان المسلمين لدرجة استفزت كوادرها وجعلتهم يرفضون دعم مرشحي التجمع انتقاما منه لدرجة تراجعها عن وعدها بإخلاء دائرة كفر شكر لزعيم التجمع احتراما لتاريخه السياسي وترشيح الدكتور تيمور عبد الغني الذي استطاع إنهاء المشوار السياسي لمحيي الدين. ونبهت مصادر إلى أن هذه الهزيمة تعد أكبر نكسة تلقاها التيار اليساري في مصر من سقوط الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 ولن يستطيع حزب التجمع امتصاص هذه الضربة إلا بعد سنوات خصوصا أن قواعده الشعبية تراجعت بشكل حاد في السنوات الأخيرة لكن رفعت السعيد رئيس الحزب، نفي حدوث تراجع في شعبية الحزب واعتبر أن التجمع كان ضحية لتحالف بين الحزب الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، مشددا على أن الحزب سيواصل معركته الانتخابية ويأمل في تحقيق نتائج أفضل في المرحلة الثالثة. (أهلي وزمالك) ومن الصراعات السياسية الى الصراعات الرياضية حيث تشهد دائرة أتميده بمحافظة الدقهلية أشرس صراع على الفوز بعضوية مجلس الشعب خصوصا على مقعد الفئات الذي يتنافس عليه المستشار مرتضى منصور النائب الحالي ورئيس نادي الزمالك والمرشح المستقل عبد الرحمن بركة رئيس بنك مصر رومانيا رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب سابقا ومرشح الحزب الوطني عبد الوهاب العادلي. وتعد أسهم مرشح الوطني هي الأضعف، لتنحصر المنافسة بين منصور وبركة، حيث تلعب الميول الكروية للناخبين دورا كبيرا في حسم نتائج الانتخابات، إذ يحاول بركة استغلال سوء العلاقات بين النادي الأهلي ومنافسه مرتضى بعد أن وجه منصور انتقادات حادة إلى النادي الأهلي وجماهيره واصفا إياهم بالرعاع. وتعمد بركة تعليق لافتات تأييد له من مجلس إدارة النادي الأهلي وصوره مع رئيس النادي حسن حمدي ووكيله محمود الخطيب كعامل حاسم في كسب تأييد جماهير الأهلي التي تشكل أغلبية ساحقة في محافظة الدقهلية عموما ومركز ميت غمر خصوصا. وليس النادي الأهلي فقط هو من يشكل عامل ضغط على منصور بل ان العديد من رموز نادي الزمالك ومنهم كمال درويش وإسماعيل سليم والمندوه الحسيني قد أعلنوا دعمهم لبركة عبر لافتات موجودة في مختلف أركان الدائرة وتسبب ذلك في زيادة الضغط على منصور خصوصا بعد أن نجح المندوه الحسيني أمين صندوق النادي في الحصول على مقعد العمال بدائرة بولاق الدكرور مما يهدد موقف منصور بشدة في النادي ويجعل محافظته على مقعده البرلماني أمرا شديد الأهمية. (أحكام قضائية) وفي اللحظات الأخيرة قبل انطلاق الجولة الثالثة للانتخابات رفضت محكمة القضاء الإداري بكفر الشيخ إيقاف الإنتخابات بدائرة دسوق. كان المرشح محمد عبدالعزيز الشهاوي عضو مجلس الشورى المرشح لمقعد العمال عن الدائرة، تقدم بطعن للمحكمة لإيقاف الإنتخابات بحجة عدم تنقية الجداول الانتخابية وعدم تسليم كشوف الناخبين. وقضت المحكمة أيضا بتسليم كشوف الناخبين للمرشحين عبد العزيز محمد عبدالرازق العامل المستقل بالدائرة الخامسة قلين وأيضا تسليم كشوف الناخبين لمرشح الاخوان محمد شاكر سنار «فئات» بالدائرة الثانية بمركز الرياض وكشوف الناخبين للمرشح المستقل محمد فرج علي فضل فئات الدائرة التاسعة مركزي فوه ومطوبس. (تقرير شامل) إلى ذلك أعلن الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان أن المجلس سيصدر تقريرا شاملا يتضمن تقييم العملية الانتخابية برمتها ويرصد فيه جميع الملاحظات والاتجاهات التي عبرت عنها هذه الانتخابات والتي تعد خطوة مهمة على طريق الاصلاح السياسي والديمقراطي. كانت اللجنة التنفيذية للمجلس عقدت اجتماعا لاستعراض العملية الانتخابية في مرحلتيها الاولى والثانية وذلك في ضوء متابعات أعضاء المجلس ورؤساء اللجان النوعية وزياراتهم للدوائر الانتخابية وفي ضوء تقارير منظمات المجتمع المدني. كما تم خلال الاجتماع استعراض جميع الملاحظات والبلاغات والشكاوى التي وردت إلى غرفة العمليات الخاصة بالانتخابات في المجلس طوال العملية الانتخابية في المرحلتين الاولى والثانية.