أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أن المملكة اليوم تعتبر من أوائل الدول التي تهتم بالمعوقين، ومن أكثر الدول التي لديها برامج حقيقية، وطموحات، وأفكار وخطط للتطوير في مجال خدمة ورعاية ودعم المعوقين، بشهادة مؤسسات الأممالمتحدة، وبشهادات الخبراء الذين يأتون إلى بلادنا. وقال سموه في كلمة ألقاها أمس في افتتاح ندوة «التربية الخاصة في المملكة مواكب التحديث والتحديات المستقبلية» والتي تنظمها كلية التربية بجامعة الملك سعود إن ما يقدم للمعاقين ما هو إلا واجب تقدمه الدولة لهم بدون منة، وأن هذه الرعاية والعناية التي توليها الدولة لفئة المعوقين تنبع أساساً من كون المملكة العربية السعودية تنهج نهجاً واضحاً ومحدداً بأبعاد خيرية وانسانية، مستمدة من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، ولذلك يجب أن لا نستغرب على مؤسسات الدولة أن تكون فاعلة في تقديم كل ما يهم المواطنين، فنحن نعتبر أنفسنا - ولله الحمد - من أكثر الناس المؤهلين في مجال خدمات المعوقين والتربية الخاصة في المنطقة. وأضاف سموه: أن من ينظر إلى مواقف وقرارات الدولة يجد أنها تصب جميعها في خدمة المواطنين عموماً وخدمة المعاقين بشكل خاص، باعتبارهم مواطنين أبناء وإخواناً وليسوا فئات مختلفة أو ناشزة في المجتمع، وأن كلاً منا لديه إعاقة أو عجز في جانب من جوانب حياته، ولهذا لابد لنا كمسلمين من التواد والتراحم والتعاون مع بعضنا البعض كما يحثنا على ذلك ديننا الحنيف، وذلك لكي ننهض ببلادنا وبمجتمعنا وألا يكون أحدنا عالة على الآخر. وبين سموه أن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الذي تنطلق رؤيته ورسالته من الشعار الذي يحمله (علم ينفع الناس) يعتبر المركز الوحيد في العالم العربي والإسلامي في مجال الأبحاث العلمية المركزة والموجهة لفئة المعوقين في المنطقة، وأنه قد أشرف على تنفيذ (25) بحثاً من بينها (5) أبحاث نفذت بالتعاون مع جامع الملك سعود، وإننا نتطلع إلى المزيد من التعاون والعمل في هذا الجانب، مشيراً إلى أن المركز عاقد العزم في رحلته العلمية لأن يكون مركزاً متميزاً ومعترفاً به في مجال أبحاث الإعاقة من خلال دعم البحوث التي تساهم في إثراء المعرفة والتعريف بأساليب الوقاية من الأمراض وسبل العلاج، وتخفيف حدة الإعاقة، وتحسين مستوى المعيشة للمعوقين، كما أن جمعية الأطفال المعوقين لها دور فاعل في تطوير مناهج تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع الأمانة العامة للتربية الخاصة وجامعة الملك سعود وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية وأعرب سموه في ختام حديثه عن بالغ شكره وتقديره لوزارة التربية والتعليم ولجامعة الملك سعود على دورهم الرائد وجهودهم في مجال التربية الخاصة، منوهاً بأن جامعة الملك سعود كانت السباقة في تأسيس قسم خاص بالتربية الخاصة في المملكة والعالم العربي. وأشار سموه إلى أن خطوة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المدارس العادية ممتازة وناجحة، مستشهداً بدمج مئات الأطفال من جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وأنها عادت على الطفل المعاق والسليم بايجابيات كثيرة. ورفض سموه إطلاق جمعية الأطفال المعوقين ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة على أنها جمعيات خيرية لها أنشطة خارجية، مشيراً إلى أن أنشطتها داخلية ومحددة ومقننة، في الجوانب التعليمية والتأهيلية وعليها رقابة عالية جداً من مجالس إدارة منتخبة. وكان حفل الافتتاح قد بدأ بالقرآن الكريم، ثم القى الدكتور عبدالله الفيصل مدير جامعة الملك سعود كلمة أشار فيها إلى أن الجامعة اهتمت بهذا التخصص منذ أن افتتحت أول قسم للتربية الخاصة في كلية التربية في عام 1404ه وخرج آلاف الخريجين المؤهلين في الإعاقة السمعية والبصرية والتخلف العقلي وصعوبات التعلم والإعاقات الشديدة والتفوق العقلي، وفتحت باب الماجستير لهذا التخصص، وأن المعلم هو الأساس في إنجاح أي برنامج تعليمي وتربوي لذوي الاحتياجات الخاصة ومعاهد وبرامج التربية الخاصة. عقب ذلك القى الدكتور خالد الحذيفي عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود كلمة أوضح فيها أن الندوة تهدف إلى التعرف على واقع التربية الخاصة وسبل تطويرها في ضوء التشريحات والقوانين في المملكة، وكذلك التعرف على المشكلات والتحديات التي تواجه التربية الخاصة وسبل التغلب عليها والتطلعات المستقبلية للتربية الخاصة في ضوء المستجدات العلمية. وفي نهاية الحفل كرم سموه مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لدعمها الندوة حيث تسلم الأستاذ حمد الدخيل مدير العلاقات العامة بالمؤسسة درعاً تكريمياً نيابة عن مدير عام المؤسسة الدكتور ماجد القصبي، كما كرم سموه عدداً من الجهات المشاركة في فعاليات الندوة، كما قدم الدكتور عبدالله الفصيل مدير الجامعة درعاً تذكارياً لسمو الأمير سلطان بن سلمان لرعايته الندوة.