عندما نتبصر في القانون الدولي نجد أن اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية بين الدول تحرم تحريماً مطلقاً التعدي على السفارات وقنصليات الدول المستضافة ومن حيث التكيف القانوني فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، وفقاً لما ورد في المادة 22 من الاتفاقية التي تنص بشكل صريح لا مجال فيه للتأويل "إلزام الدولة المعتمد لديها البعثة الدبلوماسية باتخاذ كافة الوسائل اللازمة لمنع اقتحام أو الإضرار بمباني البعثة، وفي حال تعرضت أي سفارة لأي انتهاك فإن ذلك يترتب عليه مسؤولية على الدولة مقر البعثة". ومن هذا المنطلق الركيز في اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية بين الدول فإن الاعتداءات التي تعرضت له سفارة المملكة في طهران والقنصلية في مدينة مشهد يعتبر انتهاكاً صارخاً في عالم الدبلوماسية ومرفوضاً يخالف جميع الأعراف والمواثيق الدولية، والتي تكفل حماية وأمن البعثات الدبلوماسية وأفرادها. الفرحان: تدخل سافر من قبل نظام الملالي تجاه القرارات الداخلية للمملكة زين العابدين: نظام طهران يعتمد على القومية الفارسية لا الطائفية الشيعية الشراري: الاعتداء على السفارة السعودية إخلال جسيم باتفاقية فيينا والقانون الدولي يوضح فهد الفرحان المحكم والمستشار القانوني: ما تعرضت له سفارتنا في طهران أمر مرفوض، حيث يعتبر إخلالاً بالأعراف الدبلوماسية وإضرار بالعلاقات الدولية وتهديداً للأمن والسلم الدوليين حسب توصيف جل فقهاء القانون الدولي والسوابق على هذا كثيرة ينحصر قسم منها في ايران تحديدا. وما بدر من تصرف صبياني من طرف نظام الملالي في ايران تجاه القرارات الداخلية للمملكة يعتبر تدخلاً سافراً لا مبرر له يوحي لما تسعى إليه حكومة طهران من تصدير لفكر ولاية الفقيه والوصاية لمصادرة حقوق جاراتها من دول الخليج العربية واكبر دليل قاطع محاولتها التدخل في حق المملكة كما هو من حق أي دولة في العالم أن تتصرف وفق ما تراه لحماية أمن شعبها ومصالحها من خلال تطبيق أنظمتها وقوانينها داخليا، دون ادنى أي احترام لسيادة المملكة على اراضيها وقضائها المستقل وشؤونها الداخلية، لأن الأمر بكل تجرد منطقي حسي ملموس يدركه أي شخصية لديها الإدراك السياسي والقانوني المرن ان ايران لا تفقه من حيث انظمتها العدلية المتهالكة ان الأحكام الصادرة من قضاء المملكة العربية السعودية يُراعى فيها قواعد الإثبات الشرعية ومعايير التكييف الصحيح للوقائع، دون النظر إلى انتماءات أطراف النزاع الفكرية أو العرقية أو الطائفية، بل ركزت الأحكام على الأفعال الإرهابية التي قام بها المدانون وراح ضحيتها العديد من الأبرياء، وفق ما جاءت به الشريعة الإسلامية من مبدأ المساواة والعدل بين الخصوم. وما يثير السخرية السياسية انهم قالو إن إعدام نمر النمر يهدد بعواقب وخيمة، وسيزيد التوتر الطائفي في المنطقة وطبعا هذا ما يسعون الية ككيان مارق على الانظمة الدولية. ولكن ما يصدر من ايران لا يعقل أن يحدث هذا في إطار ما يسمى بدولة حديثة، تحت أي ظروف كانت. وأكدت سهيلة زين العابدين كاتبة وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان: إن قرارات المملكة حيال الموقف الإيراني الأرعن باقتحام السفارة السعودية وإحراقها بدلا من حمايتها وفق القوانين الدولية المتفق عليها بمثابة صفعة قوية لأيقاضها من حلمها الأبدي باستعمار المنطقة. فمواقف إيران حيال دول المنطقة وسعيها المستميت بزعزعة أمنها ورغبتها بالتوسع ما هو إلا حلم فارسي "سخيف". فإخوتنا الشيعة في المملكة هم مواطنون سعوديون أولاً، في وطن مد يديه لاحتضانهم منذ نعومة أظفارهم ولن يتوانى عن الدفاع عنهم، فليس كل مسيحي ينسب إلى الفاتيكان وليس كل يهودي ينسب إلى إسرائيل. ومع ذلك نجد في إيران العديد من العرب الشيعة الذين يضطهدون ويعذبون وذلك لأنها تعتمد على القومية الفارسية لا الطائفية الشيعية. إن سياسة المملكة الخارجية تعتبر المثلى ولا يستطيع أحد أن يخالف ذلك كونها السباقة لمد يد العون لأخوتها الشقيقات في الدين واللغة وغيرها من الدول الأخرى التي لا يجمعها بها دين أو لغة وذلك إيماناً منها بأهمية الإنسان وحقة في العيش بوطن أمن. كما ترفض التدخل بكل ما هو شأن داخلي لأي دولة كانت، وترفض التدخل بشؤونها الداخلية وخصوصاً فيما يتعلق بأمن مواطنيها وشعبها. أستغرب كثيراً من سكوت المجتمع الدولي عن ما تقوم به إيران في منطقة الشرق الأوسط من تدمير للبنى التحتية لدول مثل سوريا والعراق واليمن ليأتيك صياحها بعد إعدام 47 إرهابياً وتصفه بالمشهد الدموي. لم تكن إيران أيام الشاه مصدر قلق كما هي الآن إلا ان تسلل "قذارة" قومية بالتعاون مع قوى غربية أوجدت لنا القاعدة وداعش والحوثيين بغرض تقسيم المنطقة لتنهيها بعد إتمام مهمتها. إن إعدامهم للألوف من سنة الأحواز ودفنهم بقبور جماعية من غير محاكمة عادلة وسبب واضح سوى أنهم يتحدثون بالعربية هو إرهاب بعينة، ولو بدأنا بالمحاسبة فتاريخ إيران ارتبط بالمذابح الجماعية على مر العصور. وتضيف عزيزة مسلم الجبران الشراري رئيسة مشروعات وبرامج إدارة التعليم: كلنا يعلم الأحداث التي مر بها وطننا العربي من حروب ومجازر على مدى الخمس سنوات الماضية وذلك كله يعود لطائفية ايران ونشرها للفتن داخل الدول بشتى الوسائل بالرغم من أننا عشنا لسنوات طويلة مع اخوتنا من المذاهب الأخرى بسلام وود ومحبه. إلا ان ذلك لم يرح ذوي الميول السياسية في المنطقة ليبثوا سموهم عن طريق الطائفية في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام بوجه عام، والتي تظهر امراضهم النفسية وما يشعرون به من نقص. فالدفاع عن الإرهابيين ما هو إلا الإرهاب بعينه وزعزعة لأمن المنطقة. تجاوزت الرموز الطائفية الخطوط الحمراء، وأخلت ايران باعتدائها "السافر" والذي يمثل إخلالاً جسيماً بالتزاماتها بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي. فالذين تم إعدامهم كانوا أشخاصا على علاقة بالقاعدة وهجمات في السعودية قبل ما يقارب عشر سنوات أو أكثر، إذ إن الأمر يتوجب قراراً صارماً لا يتطلب من ولاة الأمر التنسيق بين مختلف الدول في ذلك لما تقتضيه حاجة الشعب للأمان والولاء التام لحكامنا لثقتنا بقيادتهم الحكيمة والتي تهدف إلى إعادة الاستقرار الأمني إلى المنطقة وتهدئة الأوضاع السياسية والإقتصادية والتي انتزعتها إيران في الفترة السابقة. دائما ما تعمي الطائفية إلا اننا هنا في مملكتنا يعدل الميزان بين فئات المواطنين مهما اختلفت مذاهبنا، فكلنا أخوة تحت سقف واحد وفي ظل واحد وفي احضان أم حنون تسمى المملكة العربية السعودية الحافظة لكرامة ابنائها وبناتها بعد الله. هنا نقف جميعاً في صف واحد يداً بيد للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن أرضنا ووطننا الغالي.